مقطع عاش البطل الخارق وهو يساعد الجميع ويقوم بأعمال خارقة كطيرانه في السماء، وجر البنايات والصخور بشعره، كما كان يمتلك قدرةً كبيرة في التنقل بسرعة من مكان لآخر، ويرى بعينيه أدق الأجسام، وينفخ الهواء من فمه فيثير الرياح. أحب الناس البطل الخارق وفاجأهم خبر مرضه فلم يكن مرضاً عادياً أو يمكن للأطباء علاجه، مما تسبب المرض له بالعجز فلم يعد يستطيع الجري بسرعة أو تحريك الأشياء الثقيلة، كما لم يعد قادرا على التحليق وبسبب ذلك شعر محبوه من الناس بالحزن والأسى عليه. ولذلك قرر البطل الخارق الرحيل بعيداً دون علم أحد فخرج ليلاً وتسلق أحد الجبال ونصب خيمة وعاش فيها. علم الناس عن ترك البطل الخارق البلاد فبدوا بإرسال فوانيس ورقية مضيئة ليعبروا للبطل الخارق عن حبهم وشوقهم له. ذهل البطل بمنظر الفوانيس دون أن يعلم أنها أرسلت من أجله، وظل يعيش على الجبل حتى قابل رجلا حكيما جلس بجواره وأخبره بأنه قد أصيب بمرض خارق لا يصيب إلا بطل خارق ولا يعالجه إلا علاجٌ خارق فقال له عليك أن تقص شعرك. وافق البطل فأخرج الرجل الحكيم المقص وقص شعر البطل الخارق ورحل. وفي اليوم التالي عاد الرجل الحكيم وأعاد عليه الكلام ذاته وأخبره عليه قص جناحه فوافق البطل الخارق فأخرج الرجل الحكيم المقص وقص جناحا البطل الخارق. وظل الرجل الحكيم كل يوم يأتي للبطل الخارق ويطلب منه عمل شيئ جديد كأن يأكل مما تنبت الأرض أو يشرب فقط من ينابيعها، أو يقفز فوق حواجز عالية، أو التزام الصمت والتفكير. مع الوقت لم يعد البطل الخارق يفكر بمرضه وسببه أو متى يشفى وأصبح يتأمل بجمال ما حوله وسبب وجودها حتى شعر أنه جزءٌ منها. وبعد أشهر عاد الرجل الحكيم ليخبر البطل بشفائه وستعود بطلا خارقاً ولكن القوة والقدرات الخارقة تكمن في القلب، ورحل الرجل الحكيم بعد هذه الكلمات ولم يعد للبطل الخارق، فقرر البطل الخارق العودة للمدينة، وعاد ليلاً خوفاً من استغراب الناس لشكله دون شعرٍ أو جناحان. لكنه انبهر بما رأى فقد أبهره منظر الفوانيس المضاءة فعلم مصدرها وهم أهل مدينته. فرح الناس بعودة البطل الخارق وبدوا يهللون ويهتفون ويرحبون به، أما البطل الخارق فقد سعد كثيراً عندما علم أن الفوانيس كانت تطلق من أجله. عاش البطل بين الناس وعمل لنفسه بستاناً يزرع فيه النباتات والأزهار، ويعمل على مساعدة الناس، وبعد فترة تزوج البطل الخارق من فتاة وأنجب أطفالا وعاشوا بسعادة وهناء.
عنوان الكتاب
نسيبة حسين العزيبي
جائزة اتصالات لكتاب الطفل
حسان مناصرة


خيال علمي
الصبر - قصص الأطفال
عمل الخير
التفكير