مقطع عادل طفل هادئ لا تسمح له والدته باللعب في الخارج إلا بعد الانتهاء من قراءة كتاب. في البداية كان يشعر بصعوبة في إكمال السطور ويتمنى لو أن مطراً غزيراً يجرف كل الكتب، ولكن بعد وقت بدأ عادل يشعر بسحر جميل أثناء القراءة. لم يعرف عادل ما هذا السحر ولكن نور بطلة قصة كتاب عادل هي الوحيدة من كان يعرف ذلك السحر. لم يكن يعرف عادل أن شخصيات القصص نائمة تستيقظ عند قراءتها، وعند قراءته كتاب عن قصة نور استيقظت الطفلة نور اليتيمة المشردة التي تبيت لياليها في الشوارع وتنام على الرصيف، لم يساعدها الكثير من الناس لذلك فهي شاحبه وحزينة. شعرت بخوف وجوع، حاولت أخذ بعض الخبز من المخبز ولكنها خرجت مسرعة. ولكن أكثر ما يحزن نور الصوت الذي يخاطبها دائماً ويدعوها بالجبانة، لم تكن تعرف مصدر الصوت ولكنه يشعرها بالحزن والغضب والضعف. وكانت تفكر عدة مرات لم لا تكون لي حياة جميلة وسعيدة، لكن الصوت يعاود في إجابتها لأن قصتك حزينة تنامين وتستيقظين معها ولا يمكنك الهرب منها. ولكن نور بدأت تفكر: هل يمكنني أن أهرب؟ هل يمكن لشخصيات القصة الهرب؟ عاد عادل للقراءة بعد توقف ولذلك لم تستطع تغيير أي شيء من أحداث القصة ولكن تمنت لو يتوقف عادل عن القراءة. وبالفعل تحقق ما تمنت، وتوقف عادل عن القراءة ليجيب نداء والدته. استغلت نور الفرصة وهربت من القصة والكتاب ولكن ما حدث كان غريباً، فالشخصيات في القصص من أفكار الكاتب ما أن تخرج من الكتاب لتتحول لأفكار من جديد لا صورة لها لا يمكن لمسها أو رؤيتها. لم تكن نور تعرف ذلك فهي لا تستطيع الكلام أو البكاء أو الصراخ. لكن الصوت القاسي مازال يخاطبها ويردد لها كلمات مؤلمة وقاسية يا مسكينة، جبانة. ولكن نور بدأت تفكر وترفض الصوت وعلمت أنها بعد خروجها من القصة أصبحت أكثر خفة وارتفعت إلى أعلى قليلاً. هنا علمت نور أن استماعها للصوت المخيف، لمشاعرها الحزينة، والخوف جعلها فكرة ثقيلة لا تستطيع الطيران، وعند تحررها من الأفكار السلبية أصبحت أكثر خفة وانطلاقا، وشجاعة. ضحكت نور وهي فكرةٌ وأصبحت سعيدة وانطلقت وهي مسامحةً للصوت السيئ الذي يخاطبها. ولمشاعرها السعيدة والمتسامحة انطلقت بسرعة للأعلى تتمنى أن تكون فكرة ممتعة وسعيدة في قصة جديدة. القصة فائز بجائزة الاتصالات لفئة أفضل رسوم
عنوان الكتاب
عبير علي
جائزة اتصالات لكتاب الطفل
جلنار حاجو


خيال علمي
القراءة*
التفكير
التنمية البشرية