مقطع "أفكار تنتصر" مجموعة قصصية تدور حول مواقف تتعلق بالأفكار الآلية التي تتسارع في ذهن الإنسان حينما يحدث موقف يؤثر على المشاعر ويسبب الضيق والحزن، مما يدفعه لاتخاذ موقف غير مدروس نتيجة لتفسير غير مؤكد. أبطال القصص القصيرة من اليافعين حاولوا والتحقق من صحة أفكارهم السلبية للانتصار عليها... مدرسة جديدة عجبا، من أين تنبثق تلك الصور وتتحرك كفيلم في مخيلتي، من أين تنبع هذه القدرة على تأليف الحكايات وابتداع الأبطال وتقسيم الأدوار؟ من أين تتوارد الأفكار؟ ولماذا؟ ليتني أتمكن من إيقاف سيلها الجارف وهي تتقاذفني هنا وهناك! بيت صيفي حديثي مع أمّي كان خجولًا وقصيرًا، لَم أتناقش معها جيدا لتدرك بأنني فعلا سألتزم. دائما يتناسون ولا يقدّرون وضعي ويعاملونني مثل البقية، أفلا يكفيني ما أنا فيه من عجز ...؟ كان عليَّ أن أستعد جيِّدًا وأن أتسلَّح بالأدلة عندما أتحدَّث... لماذا استسلمت بسرعة ولم أتناقش معها في أثناء الطريق؟ كانت لتتهيأ أو لتعمل شيئًا ما... حكم المزاج لا يزال صالح ممتعضًا من حامد، وعادت أمه تكمل الخياطة، وذهبت به الأفكار بعيدًا وهو يتأمل يد الماكينة ترسم الدوائر المتتالية، وحين كانت تتوقَّف تدريجيًّا تصغر ثم تختفي، كحصاة أُلقيت في البحر، وكأن الغرفة امتلأت بدوائر فارغة تحوم حول رأسه! عالم حقيقي كبر حجم الضيق ونما سريعًا بداخلي، مشاعر واهمة سقيتها بأفكار خيالية، وسمحتُ لها بالتدفق في عقلي، وأضفت إليها كلمات وصورًا وأحداثًا مفتعلة، واستسلمت لمشاهد ناقصة، وحكمت دون أدلة، ركضت لأعبر جسرًا متهالكًا... الضّفيرة التفسير السلبي لما يقوله ويفعله الآخرون يجلب الحزن، فالمصفّفة لم تحسن التعامل... وتلك لم تقدّر الوضع... هذه تتكلّم بجرأة... ومع تراكمات المواقف تتجمّع الآلام، قد نقول كلاما لم نألفه، وقد نتصرّف بعصبية ثم نندم. ذكريات توقفت عند لقطات حلوة مع شهد في الابتدائية، إلّا أننا افترقنا لخلاف لا أتذكره، لا تزال شهد معي في المدرسة ذاتها بل وفي الصف ذاته. تعلّمت أن أتجنبها وإن لم يبدر منها أي سوء تجاهي مطلقًا هذا العام، كتبت اسمها وطويت الصفحة: لماذا نتبادل نظرات صد وصمت؟ لماذا لا تصبح العلاقة بيننا طبيعية على الأقل؟ حبال المودة - كلمة التدريب تطرب عقلي، لا بد من التدرّب لنتمكن من الاستمرار حتى النجاح، يمكننا غدًا أن نلعب معًا أنا وأنت هذه الأدوار، نتحدث سويًّا وأقاطعك فتجرّبين أحد الردود المناسبة! - أأقاطعك لأتعلم حسن الرد؟ - سنمثل أدوار البطولة في مسرحية... حِملُ الأثقال مرّ سعد بركن ألعاب الشحن الكهربائي، وحلّقت فكرة شحن علاقته بأخيه، لن تهدأ عن العمل ولن يؤثر فيها خصام، تذكر قرب مناسبة عيد ميلاده وقال لنفسه: هدية تعيد شحن العلاقة بيننا، ستذكرنا أمي، ولكن أي نوع من الهدايا يمكن أن يقوي العلاقة؟ بلح الشام صعدت مسرعة إلى الطابق العلوي لأتمكن من إخفاء دموعي التي انهمرت من دون استئذان، بكيت وبكيت حتى احمرّت وجنتاي، وأرهقت عيني وأنا أمسح الدموع. تعبت، ولم أحصل على نتيجة من بكائي سوى الجهد والإرهاق. وكأنّ عقلي توقف عن التفكير، سوى أنني حزينة جرّاء بضع كلمات غير متناسقة، قيلت بعفوية للتوجيه أو لإبداء رأي!
عنوان الكتاب
باسمة حسين الوزان


واقعي
تربية الأطفال - قصص الأطفال
التنمية الذاتية
التفكير
علم نفس الطفل*
التنمية البشرية