مقطع كان الصبي يعيش على جزيرة وحيداً بصحبة الظبية ومع ذلك كان يشعر بالوحدة والخوف والملل. وكان يتساءل فلا يجد من يجيبه على أسئلته. كيف كان صغيراً فكبر؟ ولماذا لا يمكنه أن يعود صغيراً؟ لماذا يمشي على قدميه وليس على أربع؟ وفي الليل عندما تناو الظبية تنهمر دموعه حزناً مع أنه لا يعلم أن هذا هو الحزن. وفي يوما ما حدث شيء غريب، عثر على ورقه كتب عليها حرف الواو وقع الحرف في قلبه مع أنه لم يعرف ما هي ومع ذلك لم يعد يشعر بالخوف، وبعد أيام وجد ورقةً أخرى كتب عليها كلمة شجرة ووقعت على قلبه ولم يعد يشعر بالملل. بعدها توالت الأوراق وفي كل ورقة كلمة جمع الأوراق دون أن يعرف ماهي. وبعد سنوات رحلت صديقته الظبية منذ ذلك الوقت بدأ يفرق بين الجد والهزل، توقف عن الرقص واللعب، وأصبح يتأمل معظم الوقت، لم يعد يتساءل كما في السابق، كما أنه لم يعد ينتظر الأوراق لذلك تباعد وقت حضورها. وفي ليلة ظهرت الورقة الأخيرة التي أخبرته بالرحيل فرحل.
عنوان الكتاب
داليا تونسي
سارة طيبة


خيال علمي
القراءة*
الوحدة