مقطع قرر الجميع الرحيل من القرية البعيدة عن المدن، والبدء بحياة جديدة وعمل جديد والعيش في أماكن أكثر صخباً ونشاطاً. بينما صانعة الدمى المرأة الكبيرة في العمر رفضت ترك قريتها وبيتها وظلت وحيدة تسير كل يومٍ بين المنازل الفارغة، والمدارس الخالية، والمحلات المغلقة. وتركت صناعة الدمى مدة من الوقت فلم يعد هنالك صغاراً تشتري الدمى. ولكن بعد مدة خطرت في بالها فكرة فبدأت بصناعة الدمى، دمى كبيرة، ودمى صغيرة، دمى على شكل بنات وأخرى على شكل أولاد، ووزعت الدمى على مقاعد المدرسة، وفي الشوارع، وفي المحلات، ولكن مع ذلك استمرت صانعة الدمى بالشعور بالوحدة فالدمى تملأ المكان، ولكن دون كلام. وفي أحد الأيام وصلت حافلة قد أضاعت طريقها فأعجبتهم الدمى وبدأوا بالتنقل والتصوير وقابلوا صانعة الدمى، وعند عودتهم نشروا خبر القرية، ومنذ ذلك اليوم صار للقرية الكثير من الزوار والسياح الذين يحضرون لرؤية تلك الدمى.
عنوان الكتاب
مريم ترحيني
عدوية ديوب


واقعي
القرية
الابتكار
الوحدة
الحضارات