مقطع تحكي القصة عن (نعمة بن الربيع) الذي اشترى له والده جارية اسمها (نعم)، وهي في مثل سنه؛ فتربوا في مكان واحد، وناموا في مهد واحد حتى كبروا وأحب كل منهما الآخر، وتزوجا فقد كانت الجارية (نعم) أجمل نساء عصرها، ولا يوجد من في مثل حسنها؛ مما أدى إلى طمع واحتيال (الحجاج) عليها وعلى سيدها (نعمة) ليقدمها إلى أمير المؤمنين (عبد الملك بن مروان)؛ لأنه لا يملك في قصره جارية بجمال (نعم) فأرسل عجوز إلى دار (نعمة) احتالت على الجارية (نعم) في غياب سيدها، وأخرجتها حتى دخلت بها إلى قصر الحجاج فأمر حارسه بأخذ (نعم) والسفر بها إلى دمشق حيث قصر عبد الملك بن مروان، وأرسل معه رسالة يدّعي بها أنه اشترى هذه الجارية له بعشرة آلاف؛ فقبلها عبد الملك بن مروان، وأعجب بحسنها وجمالها. وفي هذه الأثناء كان نعمة بن الربيع قد علم باختفاء جاريته (نعم) وراح يبحث عنها في كل مكان حتى يأس ومرض مرضا شديداً هدّ بدنه من فراق محبوبته وجاريته (نعم)، فطلب والده من صاحب الشرطة أن يبحث له عن الجارية (نعم) وبعد بضعة أيام أتاه بمكانها وعرف حكايتها بأنها في قصر عبد الملك بن مروان في دمشق أرسلها إليه الحجاج بعد أن احتال عليها؛ فأتى والده بطبيب أعجمي ماهر ليرى حال ابنه (نعمة) ويداويه وبمجرد أن نظر الأعجمي إلى (نعمة) عرف علته بأنه متعلق بجارية، وأنها إما في البصرة أو في دمشق وأن دواء (نعمة) هو اجتماعه بجاريته، وطمئن الأعجمي (نعمة) ووالده بأن الأمر سهل وقريب وطلب من الربيع المال ليأخذ ولده إلى دمشق ووعده أنه لن يرجعا إلا ومعهما الجارية (نعم) فأخذ الأعجمي ما يحتاجه وسافر مع (نعمة) إلى دمشق، وأقاما فيها ثلاثة أيام. أخذ الأعجمي دكاناً وأعده بالأواني والقناني ولبس ثوب الطب وألبس (نعمة) أجمل الثياب وأمره بأن يناديه بأبيه فاجتمع أهل دمشق ينظرون إلى جمال (نعمة) وروعة الدكان فاشتهر الأعجمي وأخذ يصف الأدوية للناس وشاع خبره في كل مكان؛ فأقبلت عليه ذات يوم عجوز وأخبرته عن ابنتها المريضة فطلب منها اسم الجارية حتى يحسب نجمها ليعرف الوقت المناسب لشرب الدواء فقالت (نعم)، وعندما سمع (نعمة) كلامهما خفق قلبه وتأكد أنها جاريته (نعم) فدس لها مع الأدوية ورقة كتب فيها بيتين من الشعر وختمها باسمه، وأخذتها العجوز إلى (نعم) فرأت الورقة وتأكدت أنه سيدها (نعمة) فطابت نفسها وفرحت واستعادت عافيتها؛ ففرح عبد الملك بن مروان لاستعادة جاريته عافيتها. ولما عرف من العجوز سبب شفاءها بفضل دواء الأعجمي أمرها بإهداء ألف دينار إلى الأعجمي فراحت إلى دكانه وناولته ورقة كتبتها (نعم) فأعطاها إلى (نعمة) ولما رآها وعرف خطها وقع مغشياً عليه وبعد أن أفاق قرأ الورقة وبكى فسألته العجوز عن سبب بكائه فأجابها الأعجمي وأخبرها بقصة (نعمة) و(نعم) وأن عافيته مرهونة برؤيتها وهي كذلك؛ فطلب منها بأخذ الألف دينار لتصلح أمرهم وتساعدهم فوعدتهم خيراً، وعادت إلى الجارية (نعم) وطمأنتها ثم عادت إلى (نعمة) ودبرت حيلة لكي يدخل (نعمة) القصر ويجتمع بالجارية؛ فقامت العجوز وألبست (نعمة) ثياب النساء وزينته فصار كأنه جارية وعلمته كيف يمشي مثل النساء ودخلت به إلى القصر، وطلبت منه أن يتخذ طريقاً وصفته له لكي يصل إلى غرفة (نعم)، لكنه أخطأ ودخل غرفة أخت أمير المؤمنين، وجلس فدخلت عليه وحسبته جارية وسألته عن سبب دخولها هذا المكان فلم يتكلم (نعمة) وظل ساكتا فغضبت أخت الخليفة ووضعت يدها على صدر (نعمة) فلم تجد له نهوداً فاستغاث بها (نعمة) وأخبرها عن سبب دخوله القصر فطلبت أخت الخليفة من جاريتها بإحضار (نعم) ولما دخلت (نعم) الغرفة وشاهدت (نعمة) ضم كل منهما الآخر ووقعا مغشياً عليهما، ولما أفاقا طمأنتهم أخت الخليفة بالخير فجلسوا يأكلون ويتحدثون ويلقي كل منهما شعرا للآخر، ويعزفان على العود ويغنون فدخل عليهم الخليفة وسألهم عن (نعمة) ظناً منه أنها جارية؛ فقالت له أخته: إنها جارية لا تفرح (نعم) ولا تأكل إلا معها، فأمر الخليفة بإعداد دار لـ(نعمة) ثم جلس معهم يسمع (نعم) وهي تغني فأخبرته أخته قصة (نعمة) وكيف سلبوه جاريته لكنها أنهتها بأنه عندما اجتمع (نعمة) مع جاريته دخل عليهما الملك وأمر بقتلهما واستعجل في حكمه؛ فاستغرب الخليفة ونقد فعل هذا الملك وأشار إلى أنه ينبغي لذلك الملك العفو عند المقدرة؛ فرجته أخته أن يلتزم بقوله ويعمل به وأشارت إلى (نعم) و(نعمة) وأخبرته بقصتهما فطمئنهما الخليفة وسمح لهما بالعودة إلى ديارهم وأثاب الحكيم الأعجمي على فعلته وعاش كل من (نعم) و(نعمة) في أمن وأمان وحب واستقرار.
عنوان الكتاب
سعيد جودة السحار
جمال قطب


ألف ليلة وليلة
الشجاعة
الإخلاص
الصبر - قصص الأطفال
القوة