مقطع يحكي هذا الكتاب عن حاكم مدينة غني وعادل يدعى الملك (شهرمان )، ويحبه أهل المدينة، قال يوماً للوزير بعد أن كبر به السنك أريد أن أنجب ولدا حتى لا يضيع ملكي هدرا؛ فقال له الوزير: إذن توكل على الله وادخل على زوجتك. وبعد أن دخل على زوجته وأنجبت له ولدا جميلا أسماه (قمر الزمان) ومن حسنه وفتنته أعجب به كل من رآه . كان هذا الولد شجاعا وقويا وصيادا ماهرا ولا يهاب أحدا، وفاتت الشهور وللأزمنة، وعندما قال الملك لوزيره: أريد أن أزوج ابني وأفرح به قبل مماتي قال له: إذن قل له ذلك. عندها نادى الأب للابن وقال له: يا بني أريد أن أفرح بك قبل مماتي. فأطرق الولد حياء من أبيه إلى الأرض وكان يخجل من أبيه مطيعا له، وقال: يا أبي إني لا أفكر بالزواج، ولا أحب النساء. سكت الأب الذي اقتنع بكلام ابنه وتركه، فدخل إلى الوزير، وقال له ما حدث فقال: اترك ابنك سنة كاملة ثم ائته بعدها واطلب منه ذلك سوف يوافق. وافق الملك على ذلك وكان في كل سنة يطلب من ابنه ذلك لكنه كان يرفض، وبعد أن عد ثلاث سنين أتى الملك، وقد أشار عليه الوزير أن يكلمه أثناء اجتماعه مع الملوك الآخرين أن يطلب منه ذلك قد يستحي ويخجل وينفذ أمره، وعندما طلب من ابنه ذلك ولكن بعد أن أطرق الابن الذي كبر وأصبح شابا رفع رأسه، وقال لأبيه: يبدو أنك خرفت ولم تفهم ما قلت؛ لقد قلت ألف مرة لا أريد الزواج من النساء فأنا لا أحبهم. عندها غضب الملك وقال لجنوده قيدوه وامسكوا به كيف تجرأ على مكالمتي أمام الخلق هكذا؟ وأمر بأن يضعوه بالبرج الذي كان خاليا، ولم يسكنه أحد من قبل ذلك، وبعد أن أعدوا له المكان وضعوه بداخل البرج، وكان الملك حزينا جدا على ما فعله بابنه لأنه كان يحبه، ولكنه يريد أن يعلمه درسا خاصة أنه كان غضبان من الوزير؛ لأنه وهو السبب بذلك. بعد أن دخل الابن البرج توضأ وصلى وقرأ القرآن ونام على السرير، وكان حزينا من فعلته، وتمنى لو أنه وافق ولم يفعل ذلك، ثم خلد للنوم. وتذكر القصة كذلك أنه كان هناك بنتا لحاكم بلاد يدعى (الملك الغيور صاحب السبع بحور وقصور) تدعى (بدور)، وقد حدث لها ما حدث لقمر الزمان من رفض للزواج بعد أن كان يدللها أبوها حبسها بالبرج. وفي يوم من الأيام في ليلة مظلمة خرجت عفريتة وكانت كل يوم تتجول بالقرب من البرج الذي كان فيه (قمر الزمان) ولكن قبل أن يوضع فيه، وعندما دخلت إلى البرج ،ورأت أحدا نائما قامت برفع الملائم فإذا بها ترى وجها فيه كل الحسن والجمال، فصاحت: ما شاء الله!! ما هذا الجمال!! والله إنه لا يوجد أحد في جماله. وكانت هذه العفريتة من الجن المؤمن وتدعى (ميمونة بنت الملك دمرياط) فعندها قبّلت (قمر زمان) لعدة مرات، ثم خرجت إلى السماء تحلق وتحلق وهي تقول: ما أجمل معشوقي!! ما أجمل معشوقي!! عندها سمعت صوت حركة؛ فذهبت إليه فإذا هو العفريت (دهنش)؛ فأمسكته وكادت أن تقتله وسألته عن سبب وجوده في هذا الوقت، لكنه صرخ قاسما أنه لا يريد أذيتها بل كان هناك موضوع يشغله؛ فقالت: ما هو؟ قال: إن قلته لك وأعجبك عليك أن تعتقيني وتتركيني إلى حال سبيلي؛ فوافقت، وعندما ذكر لها أنه رأى فتاة لا يوجد بحسنها أحد لا بجمال شعرها وعينها. تخاصم العفريتان، وأتى كل واحد بمعشوقه إلى أن التقى (قمر الزمان) و(بدور) وتزوجا وأنجبنا الأبناء، واعتذر كل منهما لوالده.
عنوان الكتاب
سعيد جودة السحار
جمال قطب


ألف ليلة وليلة
الشجاعة
الإخلاص
الصدق