مقطع |
في هذه القصة يحكى أنه عند بزوغ القمر تلتقي أشعته بالسمكة الكبيرة الجالسة وحدها، وقد سرحت ببصرها بعيداً في البحر، فتعجب القمر من حالها؛ فهي جالسة تسبح ولا تلعب في الماء كعادتها، وحولها أولادها من السمك الصغير، فأرسل القمر حزمة من أشعته المضيئة نحو عيني السمكة الكبيرة، وسألها عن سبب حزنها، فأجابته بأن الصيادين يخدعون أولادها؛ لأنهم اكتشفوا أن السمك الصغير يحب اللعب كالأولاد، فأخذوا يجيئون في الليل ومعهم مصابيح كبيرة يوجهون أضواءها نحو الماء، فتنعكس على الموج كرات مضيئة صغيرة يراها السمك الصغير فيندفع نحو الماء ليلعب بها، وكلما تحرك السمك الصغير تحرك الماء وعندما يتجمع عدد كبير منها يلقي الصيادون بشباكهم في البحر ويصطادونها. فقال لها القمر: لا تحزني أنا أستطيع مساعدتك. فقالت السمكة الكبيرة كيف؟! قال سأكشف عن وجهي كله، وأجلس في وسط السماء فوق البحر أرسل أشعتي إلى الماء، فتتحول إلى كرات وتتوزع ويستطيع الصغار اللعب بها والابتعاد عن أضواء الصيادين، ففرحت السمكة الكبيرة وقالت للقمر: سيحبك الصغار بالتأكيد.
قال القمر: لكنني لا أقدر على ذلك باستمرار؛ سأكون أسبوعاً واحداً في كل شهر، فسألته السمكة الكبيرة لماذا؟ فأجابها القمر: لأن هنالك بحاراً أخرى فيها أسماك أيضاً، ويجب أن أساعدها جميعاً.
استمر الحال أسبوعاً، ثم ودع القمر أصدقاءه ،وأوصاهم بالحذر من الصيادين ليرجع بعد ثلاثة أسابيع كما وعدهم. |