مقطع تحكي هذه القصة أنّ هناك حمامة قامت ببناء عشٍ لها على نخلة شاهقة حتى باضت فيه، وفقس البيض فرخين جميلين، ففرحت الحمامة فرحا شديدا، وأخذت تطعم فرخيها الحَبَّ والماء، فمرّ ثعلب بالقرب من النخلة فسمع صوت الصغيرين وكان جائعا فصاح بأعلى صوته: أيتها الحمامة جئت لأقول لك ألقي إلي بالفرخين لآكلهما، وإن لم تفعلي فسأتسلق النخلة وآكلكم جميعا. بكت الحمامة وخافت أن ينفذ وعيده فألقت له بالفرخين وفؤادها يتقطع حزنا، وفي الشهر التالي وضعت الحمامة بيضتين وجاء الثعلب مرة أخرى وطالب بالفرخين فألقت بهما الحمامة واستسلمت للبكاء. وذات يوم سمعها الطائر مالك الحزين تنوح وتتألم فسألها: ما لي أراك حزينة باكية؟ فروت له القصة فقال لها: إذا جاءك مرة أخرى فلا تلقي إليه بالفراخ وليصعد إليك إن استطاع. فجاء الثعلب وفعل مثلما كان يفعل، لكن الحمامة رفضت أن تلقي بفرخيها وقالت له: اصعد إذا استطعت. تعجب الثعلب فسألها: من علمك هذا الكلام؟ أجابت: مالك الحزين. ذهب الثعلب إلى مالك الحزين فألقى عليه التحية ثم سأله: هل تستطيع أن تضع رأسك تحت جناحيك؟ قال أجل. فقال الثعلب: أرني كيف تصنع ذلك؟ أدخل الطائر رأسه تحت جناحية فهجم عليه الثعلب وأوقعه وصاح به: أيها الجاهل تعلم الحمامة الحيلة ولا تعلم نفسك. ثم غرز أنيابه في جسده وأكله.
عنوان الكتاب
شادي فقيه
فؤاد ميران


حكايات كليلة ودمنة
مساعدة الاخرين - قصص الأطفال