مقطع لدى مَيْ العديد من الأسئلة والتساؤلات، فهي تحب معرفة كل ما حولها. وفي أحد الأيام، وعند باب المدرسة، تجد ولداً رثِّ الثياب، يبيع علكة، استغربت من شكله وملابسه، وبدأت تتساءل: يا ترى لِمَ لم يستحم قبل الخروج من منزله؟ ولِمَ لم يبدل ثيابه؟. دخلت مَيْ المدرسة، وبدأت حصص الدراسة، ولكن تفكيرها مازال مشغولاً بالصبي بائع العلكة. وبعد الانتهاء من اليوم المدرسي، شاهدت والدها وهو يقف بجانب الصبي ويحدثه، وعند انتهاء والدها من الحديث، بدأت مي بطرح أسئلتها التي شغلتها طوال اليوم، فعلمت أن الولد فقير، وسألت والدها ماذا تعني كلمة فقير؟ فأجابها والدها: الفقير هو من لا يملك المال الكافي لطعامه، أو لشراء اللباس، أو حتى لدخول مدرسة. عادت مي للمنزل، وعاد التفكير بالصبي وليد بائع العلكة، كيف لا يذهب صبي صغير للمدرسة؟ وبعد مدة من التفكير، جمعت مجموعة من الثياب والألعاب والكتب لتهديها للصبي، وكذلك اقترحت على والدها لمساعدة الصبي في الدخول للمدرسة ليتعلم القراءة والكتابة. فبدأت تُرسل الرسائل لأصحابها وأصدقائها، لتعرض عليهم فكرة مساعدة الصبي، وبعد مدة بدأت مديرة المدرسة بإخبار مي وزملائها بأنه تم قبول وليد وأخيه الصغير في المدرسة ليتلقوا التعليم المناسب. فرح الجميع بالخبر، ولكن الصمت حل على مي من جديد لتفكر في السؤال الآخر: يا ترى كم فقير في بيروت؟؟
عنوان الكتاب
كنده حربخليل حرب
كنده حرب


واقعي
الفقر*
مساعدة الاخرين - قصص الأطفال
مساعدة الفقراء