مقطع يوظف الكاتب عدداً من الشخصيات والأحداث ليسرد حكايات وأساطير الشعوب القديمة؛ حيث يلتف الأحفاد (أيمن) (مها) و(محمد) حول جدهم (حسن)؛ ليروي لهم قصة من تراث ألمانيا. بدأ الجد بالحكاية، وذكر أن هناك أميراً ذهب إلى الصيد مع أعوانه، وكان قد بدأ في مطاردة أحد الحيوانات، وابتعد كثيرا عن أعوانه، إلى أن تاه في وسط الغابة، ولم يعرف طريق الخروج منها؛ فرأى سيدة عجوزاً، فلم يرتح لها، وسألها أن تدله على طريق للخروج من الغابة، ولكنها قالت له: سأدلك على الطريق شرط أن تتزوج ابنتي. ذهب الأمير معها، وعندما رأى ابنتها وجدها في غاية الجمال؛ فقال: لا مشكلة، سأتزوجها، وعاد معها إلى القصر بعد أن دلته العجوز الساحرة على الطريق. لم يرتح الأمير لزوجته؛ لأن أمها ساحرة، وقد كان عنده ستة أولاد وبنت من زوجته المتوفاة، فخاف أن تقسو عليهم، وقام بنقلهم إلى قصر بعيد في وسط الغابة تغطيه الأشجار، وكان يذهب إلى زيارتهم كل أسبوع بواسطة بكرة خيط سحرية يلقيها لتدله على الطريق. استغربت زوجته من فعله، وأرادت أن تعرف السر؛ فقامت برشوة الخدم لإعلامها، وتحقق لها ما أرادت؛ ففي إحدى المرات عندما خرج زوجها أخذت البكرة ورمتها ودلتها على طريق القصر، وكان قد خرج الأولاد ظنا منهم أنها والدهم، وكانت قد أخذت معها قمصاناً سحرية، فعندما خرج الأولاد الستة ألقت عليه القمصان؛ فتحولوا في الحال إلى ست بجعات طارت في السماء أمام نظر أختهم. عادت زوجة أبيهم إلى القصر، ولما قام أبوهم بزيارتهم لم يجد غير ابنته؛ فحكت له ما حدث؛ فطلب منها أن تعود معه، ولكنها رفضت خوفا من زوجة أبيها، ومع إصرار أبيها ذهبت معه، وعند حلول المساء لم تعد تصبر فقررت الخروج للبحث عن إخوتها، ووجدت كوخا فدخلت فيه، وكان قد غلب عليها التعب، فإذا إخوانها يدخلون من شباك الكوخ، ويتحولون إلى بشر؛ ففرحت برؤيتهم، وذكروا لها أنهم يكونون بجعا في الصباح، وبشراً في المساء لمدة أربع ساعات؛ فقالت: كيف نفك السحر عنكم؟ قالوا: إن الشروط صعبة، وهي أن تتوقفي عن الكلام والضحك لمدة ستة أعوام، وتخيطي ستة قمصان من الورود النرجسية؛ فوافقت على ذلك، وبدأت تقطف الورود وتحيكها. وفي أحد الأيام عندما كانت تتسلق أحد الأشجار لتقطف الورود، شاهدها أمير؛ فسألها عن اسمها، وسبب وجودها هنا، لكنها لم تجبه؛ فأشفق عليها، وأخذها معه للقصر، وتزوجها بعد ذلك لهدوئها وجمالها، ولكن أمه لم تكن مرتاحة لها؛ إذ كانت تظن أنها ساحرة. أنجبت البنت أولاداً للأمير، وكانت أمه تضع على فمهم دماً؛ لكي تقنع ابنها أنها ساحرة؛ فقرر الأمير حرقها وحدد يوماً لذلك، وكان آخر يوم من السنوات الست، وكانت الفتاة قد أنجزت القميص الأخير ما عدا كُم القميص. أُعدّت لها المحرقة لكي تحرق فيها، عندها جاء إخوتها؛ فرمت عليهم القمصان؛ فتحول جميعهم إلى بشر، وكذلك أخوهم الصغير السادس، إلا أنه لا زال يحتفظ بجناح واحد، وحكت لزوجها الحكاية، وذكرت أن أمه هي التي كانت تضع الدم على فم الأولاد؛ فعفا عنها الأمير. وبعد ذلك عاشت الأميرة سعيدة مع زوجها، وعوقبت الساحرة على فعلتها.
عنوان الكتاب
سامي البجيرمي
محمد قطب


من أساطير وحكايات الشعوب
البجع - قصص الأطفال
مساعدة الاخرين - قصص الأطفال
الحب - قصص الأطفال