مقطع سأل الجد حفيدة الصغير "أحمد" قائلا: ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟ فقال: أريد أن أكون وزيرا. ضحك الجد من كلام أحمد، وقال: هل تظنها مهنة سهلة، مثل أن تكون مدرسا، أو مهندسا، أو ضابطا؟ أجل أعرفها، رد قائلا، طبعا أراه في التلفزيون يقص الشريط، ويدلي بتصريحات، ويجلس على رأس مائدة طويلة. ومن جديد يضحك الجد ثم سأل أحمد قائلا: ما الوزارة التي تريد أن تكون وزيرها؟ قال أحمد: أريد أن أكون وزير الطفولة العربية. فسأله الجد: وما مشروعاتك للطفولة العربية؟ قال أحمد: أن يكون لكل طفل لعبة ومجلة وكتاب ... فسأل أحمد جده قائلا: أليس العرب أغنى دول العالم بالبترول؟ ألا يحق للأطفال العرب أن يستمتعوا بما يستمتع به أطفال العالم؟ فهل يرضى طفل مصري أو عربي أن يتفوق عليه طفل فرنسي أو ياباني؟ لا، فنحن أصحاب حضارات قديمة، ثم إننا أصحاب الحضارة العربية الإسلامية. قال الجد: إن من يقول مثل هذه الكلمات من الممكن ـ حقا ـ أن يصبح وزيرا. ثم قال : ـ بجدية ـ لنجعلك وزيرا لمدة دقيقتين، وقل لنا ما قراراتك ومشروعاتك؟ ويفكر أحمد قليلا ويقول: القرار رقم (1) الاهتمام بالدراسة، ويدرس أطفال الأمة العربية منهجا واحدا خاصا في التربية القومية والتاريخ. القرار رقم (2) لابد من الاهتمام بالرياضة؛ فتقام مباريات بين أطفال العرب في معسكرات مشتركة. القرار رقم (3) تشجيع الصناعة الوطنية. القرار رقم (4) إن كل طفل عربي يبلغ سبع سنوات، تهدى إليه ـ في عيد ميلاده ـ سجادة صلاة وخريطة للوطن العربي، ليس فيها حدود بين البلدان. وإنني لن أقبل أن أكون وزيرا للطفولة العربية وهناك حدود بين الدول، وإن بقيت الحدود فسأستقيل. ويضحك الجد ويعقّب: لقد استقلت قبل أن يتم تعيينك. وسكت أحمد قليلا وقال: لا أريد أن أكون وزيرا على الورق، بل أريد أن أقيم المشروعات والمؤسسات، وأنشر المدارس والملاعب والحدائق، ودور المسرح في كل مكان، وقتها يصبح للطفولة عيد حقيقي، وليس مجرد يوم للغناء والاحتفالات. ويشد الجد على يد أحمد، ويتمنى لو أن الأمر بيده، لجعله ـ فعلا ـ وزيرا للطفولة العربية.
عنوان الكتاب
عبد التواب يوسف
لمياء عبد الصاحب


واقعي
هيا نقرأ
الإخلاص - قصص الأطفال
الحب - قصص الأطفال
الأمل