مقطع تحكي القصة عن رجل اسمه حسن، كان ميسور الحال ولديه زوجة ومزرعة. وفي يوم من الأيام، أصاب الأرض جفاف وذبلت المحاصيل! ومما زاد الأمر سوءا أنه سرق في إحدى الليالي؛ مما جعل حسن يائسا حزينا! كانت زوجته تحثه على العمل وعدم الندم على ما فاته، لكنه لم يكن يستمع لها، بل كان يهرب من مشكلته بالنوم الدائم. وذات يوم، استيقظ وهو متفائل، وأخد يردد: تفاءلوا بالخير تجدوه. فأجابته زوجته أي خير وأنت معتكف تنتظر اللصوص يرجعون لك مالك؟ فقال لها إنه يريد أن يسافر إلى مصر حيث إن الكنز الذي رآه في الحلم موجود هناك. حاولت زوجته أن تثنيه عن رأيه، لكنه لم يستمع لها. انطلق حسن إلى مصر، ثم وصل بعد رحلة طويلة ومليئة بالأحلام، ثم نزل حسن من الحافلة وذهب يبحث عن الكنز الذي حلم به. حل المساء وهو ما زل يبحث حتى تعب، فذهب يبحث عن مكان يرتاح فيه حتى استيقظ على أصوات الناس، وماهي إلا لحظات حنى قبض عليه معهم! وقف حسن أمام الحاكم لينظر في أمره، فأخبره حسن بقصته كاملة، وعندما انتهى حسن ضحك الحاكم ثم قال له: أتقطع كل هذه المسافة من أجل حلم؟! فأجابه حسن إنه مستعد أن يطوف العالم كله من أجل الكنز! فضحك الحاكم مرة أخرى، وأمر أن يعطي حسن نقودا، وقال له: منذ مدة، وأنا يراودني حلم: أن كنزا كبيرا مدفونا في بغداد في أرض صغيرة فيها بئر مهجورة، وفيها بيت صغير تسكنه عائلة فقيرة. فهل يعقل أن أسافر لبغداد من أجله؟! وبعدما انتهى الحاكم من رواية حلمه، شهق حسن ولمعت عيناه وذهب مسرعا ليستقل أول حافلة إلى بغداد! وما أن وصل حسن حتى بدأ يحفر ويحفر لعدة أيام قرب البئر إلى أن انفجر فيه الماء من باطن الأرض؛ فارتوت الأرض بما فيها من البذور المدفونة. وماهي أيام حتى اكتست الأرض خضرة، وأصبحت جنة! فتناقل الناس خبر الكنز الذي وجده حسن، وصارت أرضه مزارا للكثيرين من كل البلدان، حتى يقروا العبارة التي كتبت على مدخل المزرعة وهي: "حلم تحقق".
عنوان الكتاب
نبيهة محيدلي
فادي عادلة


واقعي
حكاية من الشرق
حسن الظن
الأمل
اليأس