مقطع كان الأمير "رشاد" من أشجع الأمراء وأقواهم، وعندما أصبح في سن الزواج بدأ الملك والملكة يبحثان عن أميره؛ لتكون عروسا له، وهو يريد أميرة حقيقية تملك أخلاقا كريمة، وقلبا عطوفا، فليس الجمال مهما بالنسبة له. ثم بدأ الملك والأمير يبحثان عن الأميرة الحقيقية، وصارا يسألان أهل القرى والمناطق المختلفة، وكانا يلتقيان بفتيات جميلات، ولكن الأمير لم يجد فيهن الأميرة الحقيقية. شعر الأمير بالحزن لأنه لم يجد الأميرة الحقيقية. أراد طباخ القصر أن يفرحه؛ فطبخ له طبقه المفضل من اللحم، ولكن الأمير أومأ برأسه فقط! حاول مهرج القصر أن يضحكه بنكاته، ولكن الأمير ازداد حزنا! وضعت خادمات القصر الأغطية الحريرية المفضلة على سريره، لكنه لم ينم جيدا! وذات ليلة حلت عاصفة شديدة، وهطل المطر بغزارة، ولمع البرق، ودوى الرعد، ودقت بوابة القصر فتاة مبتلة، فتح الملك الباب، فقالت: أنا الأميرة الحقيقية، جئت لأتزوج ابنك. أعجب الأمير بجمالها وأدبها، وتساءل الأمير: لماذا هي وحيدة في هذه العاصفة! قصت الفتاة قصتها، فقالت بأن اسمها "علياء" جاءت من مملكة بعيدة، عندما سمعت بالأمير رشاد، وطلبت الإذن من والدها أن تأتي بسرعة إلى القصر، وأتت بالعربة الملكية مع الحراس، وإن العاصفة أخافت الجياد، وركض الحراس وراءها؛ لذا أتت وحدها. وعندما جاء وقت النوم، وضعت الملكة حبة بازلاء تحت عشرين فرشة، سوف تنام عليها الأميرة. نامت الأميرة ـ وهي غير مرتاحة ـ وفي الصباح، سألت الملكة الأميرة: هل نمت جيدا؟ قالت: نعم، ولكن يوجد كدمة على ظهره. فقالت الملكة: لقد شعرت بحبة البازلاء رغم العشرين فرشة، إن الأميرة الحقيقية هي التي تملك الجلد الحساس. أقيمت حفلة العرس، ودُعي إليها ملوك وأمراء. وعاش الأمير والأميرة في سعادة وهناء.
عنوان الكتاب
عبد الحميد توفيق


الحب - قصص الأطفال
الذكاء*
الأخلاق