مقطع تدور أحداث هذه القصة حول حاكم في إشبيلية، يتميز بهدوئه، وبطء قراراته ويتصرف بغرابة، حتى ظن الناس أنه حاكم أحمق. وفى ذات يوم هبط الحاكم سوق البلد، وأخذ ينادى ويبيع بجوار تاجر كان يبيع في السوق، فسخر منه الناس. وفى يوم خرج ليصطاد السمك ويضحك، فضحك الناس عليه، وقالوا لو كان عنده عقل لأمر الصيادين بذلك وكان أفضل. ويوماً آخر أمسك الحارس برجل يتسلل ليقتله فعفا عنه دون سؤاله، وأخذ الناس يتهامسون عليه في البلد أنه حاكم أحمق وغبي. حتى ذات اليوم وفد تاجر من الشرق ليبيع ويشترى في البلد، ولكنه أراد أن يستحم فخلع ملابسه بجوار نهر وبجوار ملابسه صره مملوءة بالمال. فهبطت طائر الحداة وخطفت الصرة وطارت. فذهب إلى الحاكم وقال له الحاكم: (تعال نذهب إلى المكان الذي خطفت الحدأة منك الصرة، تذكرْ في أي اتجاه طارت الحدأة.) قال التاجر: (ناحية الغرب.) فأمر حراسه بإحضار ولاة الغرب، وقال لهم: (خلال عشرة أيام ائتوني بشخص كان فقيراً، وظهر عليه الغنى فجأة.) وفعلاً بعد عشرة أيام احضروا رجلاً كان يزرع ويضرب الأرض بفأسه، فوجد الصرة ترتمي بين يديه فأخذها، وصرف منها عشرين ديناراً. فأمر الحاكم بإعطاء التاجر عشرين ديناراً ليكمل المبلغ، ثم أعطى الرجل عشرين ديناراً، فشكر التاجر الحاكمَ لحكمته وذكائه. ثم ذهب التاجر إلى السوق ليشتري ويبيع ووجد رجلاً أشيب يمسك شاباً، ويقول له: (لقد أعطيت لك القطع العشر الذهبية التي اقترضتها منك أمس.) فقال الشاب: (لم تعطني.) والتف الناس حولهم فقال لهم التاجر: (اذهبوا إلى الحاكم فسيرى الأمر جيداً.) فذهبوا إلى الحاكم فحكى له كل واحد قصته، فقال الحاكم للأشيب: (احلف إنك أعطيته.) قال: (إن حلفت سأمشي ولا تسألني؟) قال الحاكم: (نعم.) فقال الأشيب للشاب: (أمسكْ بعصاتي هذه فمسكها) وقال: (اقسم بالله أنى أعطيتها له) ثم أخذ منه العصا. فمشى فنادى عليه الحاكم، وأمر حراسه بكسر العصا، فوجد داخلها المال فتعجبوا لقوة ملاحظة الحاكم للأشيب، وهو يعطى العصا التي بداخلها المال، ويقول إنها معه فأعطى للشاب حقه ونال الأشيب عقاب كذبه، وعلم الناس مقدار قوة عقل الحاكم
عنوان الكتاب
أحمد سويلم
مصطفى حسين


واقعي
يحكى أن
الذكاء*
الحيلة
الحكمة
قوة الملاحظة
التروي في اتخاذ القرارات