مقطع تحكي القصة أنه كان هناك غزال صغير في الغابة يحب الأسئلة، ذهب إلى الحمار ذات مرة، وسأله: من أفضل مخلوق؟ أجابه الحمار بثقة كبيرة أنه هو وحده أفضل مخلوق في الغابة، فسأله الغزال: ما هو برهانك ودليلك على أنك أفضل مخلوق؟ فنهق الحمار وقال هذا هو صوتي وهو أجمل الأصوات، ثم مشى عدة خطوات حتى يقنع الغزال بجمال منظره، فاحتج الغزال على ما قاله الحمار، إذ إن كثيرا ما يمتدح بسرعة الغزال في الركض، وفي هذه الأثناء سمع الديك حديث الغزال والحمار فاحتج على كلامهما، قائلاً إنه الأفضل، فبصوته تشرق الشمس، ويتفتح الورد، وترتجف الدجاجات خوفاً، ونزق الحمار الديك بأنه الأقوى والأجمل. وفي تلك اللحظة جاء رجل يحمل فأساً وجلس على الأرض، وأمر الديك والحمار والغزال بالهدوء لأنه متعب، فتوالت نظرات الخوف والدهشة بين الديك والحمار والغزال بأن ذلك الحطاب هو الأفضل والأقوى، وعندما استيقظ الحطاب من نومه واقفاً أخذ يصيح متألماً من لسعة نحلة، ثم غير كل من الديك والحمار والغزال رأيه بأن النحلة هي الأفضل، فسمعت النحلة رأيهم ضاحكةً عليهم قائلة: إنّ الأفضل هو من يحاول أن يزيد من صفاته الحسنة، فكل مخلوق له صفات حسنة وسيئة. أعجب الغزال بكلام النحلة واقتنع به، أما الديك والحمار فسخرا منها ولم يقتنعا بكلامها.
عنوان الكتاب
زكريا تامر
بهجت عثمان


المستقبل للأطفال
حب الاطلاع
الحكمة