مقطع تدور أحداث القصة حول طحان فقير له ابنة جميلة. وذات يوم كان الملك يقوم بجولة مع حاشيته، فقادته الصدفة إلى الطاحونة التي يعمل بها الطحان، وأراد الطحان أن يجذب اهتمامه فقال: أيها الملك، إن لي ابنة جميلة، وتستطيع أن تغزل القش وتحوّله لذهب؛ فتعجّب الملك، وطلب من الطحان أن يتجه وابنته إلى القصر. واصطحب الطحان ابنته متوجها إلى القصر، فأخذها الملك إلى حجرة صغيرة، لا يوجد بها سوى كومة صغيرة من القش، ومقعد ومغزل، وأمرها أن تحوله إلى ذهب، وإلا سوف يعاقبها ووالدها، وتحوّله قبل طلوع الصباح؛ فأخذت تبكي، حتى خرج رجل صغير الحجم جدا، وقال لها: لماذا تبكين؟ فأخبرته الحكاية، فقال: إن ساعدتك ماذا تعطيني؟ فقالت: العقد الذي في عنقي. وفعلا حوّل القش إلى ذهب؛ ففرح الملك، ثم وضعها في حجرة أكبر، وطلب منها نفس الطلب، فأخذت تبكي وخرج الرجل مرة أخرى، وقال: إن ساعدتك ماذا تعطيني؟ قالت: الخاتم. فحوّل القش إلى ذهب. وقال الأمير: قمت بعملك بشكل عظيم، لكن أريد ذهبا أكثر، وأخذت تبكي وخرج الرجل مرة أخرى وقال: إن حوّلت القش إلى ذهب ماذا تعطيني؟ فقالت: لا أملك شيئا. فقال: إن تزوجت الملك، سوف تعطيني ما أطلب منك. قالت: نعم. وقال: سوف آخذ أول طفل تنجبيه، فوافقت، وتزوجها الأمير، وأنجبت بعد عام طفلا جميلا. وذات يوم، دخل عليها الرجل الضئيل الحجم، وقال إنه سيأخذ الطفل؛ لأنها وعدته، فبدأت بالبكاء الشديد، وشعر الرجل بالأسف! وقال: إن استطعت معرفة اسمي خلال ثلاثة أيام، سوف أتنازل عما وعدتني به. فاستدعت رجال حاشيتها، وأمرتهم بالذهاب إلى المدينة، ليحصوا لها جميع أسماء الناس. ولما جاء قالت له جميع الأسماء، وكان ينفي، وحاولت مرة ثانية وفشلت، والمرة الثالثة قال أحد الحراس: اتجهت إلى أعلى الجبال، فرأيت كوخا صغيرا، أمامه نار موقدة، ورجل ضئيل الحجم جدا، يمرح حول النار قائلا: الليلة سآكل كعكتي التي نضجت، وغدا سأذهب إلى الملكة وآخذ طفلها، إن الملكة لا تعرف اسمي وهو "فرقع لوز". ومن ثم فقد عرفت اسمه، وعندما سألها هل عرفت اسمي؟ أخبرته به؛ فبهت الرجل، وغضب غضبا شديدا، وفجأة غاص في أعماق الأرض ولم يره أحد بعد ذلك.
عنوان الكتاب
حسن عبد الشافي


من حكايات الشعوب
حب الخير - قصص الأطفال
حب الوالدين
حب الأبناء
الحكمة