مقطع قصة رائعة ، تحوى الكثير من القيم النبيلة ، والحكم الجليلة، حيث تحكي أنه في قديم الزمان عاش في اليابان صبي صغير اسمه " تارو" ، وكان يحب جدته حبا شديداً . كان "تارو" وعائلته وبقية عائلات القرية يقومون بزراعة الأرز والقمح والخضروات ، وعادة ما يكون المحصول وفيراً ، يغطي احتياجات كل فرد من أفراد القرية. وفي زمن حكايتنا هذه ــ ويا للأسف ــ لم تسقط الأمطار في موسمها لعدة أشهر، والمياه جفت والمحاصيل يبست من العطش، ولم يبق للفلاحين سوى بعض الاطعمة القلية المخزونة ، واكتشف مختار القرية ـ الذي لم يكن لديه عائلة ويعيش وحيداًـ بأنه لم يعد هناك غذاء كاف لكل فرد من أفراد القرية. ,أخذ يفكر ويفكر في حل لهذه المشكلة ، حتى توصل بعد تفكير عميق إلى أن الأطفال والشباب هم الأكثر أهمية في القرية؛ لأنهم أقوياء ويستطيعون العمل. أما كبار السن فلا فائدة منهم ؛ لعدم قدرتهم على العمل. أصدر مختار القرية أوامره لجميع الذين تتجاوز أعمارهم الستين سنة لمغادرة القرية والذهاب للعيش في الجبال. ودعت العوائل أقرباءهم بحزن شديد عدا "تارو" الذي كان يحب جدته حباً شديداً. وقد قام " تارو" بإخفاء جدته في كوخه ـ دون علم أحد ـ وكان يحضر لها خفية نصيبه من الطعام. وبعد عدة أسابيع من رحيل كبار السن عن القرية علق المختار إعلاناً هاماً ، حتى يقرأه الجميع ، وقد جاء هذا الاعلان من أمير المقاطعة المجاورة ، مهددا ومتوعدا بأنه سيستولى على نصف أراضي "قدشيم" إذا لم يستطيعوا حل ثلاثة ألغاز قد أرسلها لهم. وإذا استطاعوا حلها سيعطيهم الطعام الذي يحتاجونه . هرع "تارو" بسرعة لكوخه ، يخبر جدته لعلها تستطيع أن تساعده ، فربما يسمح لها المختار بالبقاء في القرية. فسأل جدته : كيف نستطيع أن نعرف أي جزء من جزع الشجرة هو الأقرب إلى الأعلى ؟ وأي جزء هو الأقرب إلى الجذور؟ فكرت قليلاً ثم قالت : ضع جذع الشجرة في الماء ؛ فإن الجزء الأقرب إلى الجذور سوف يغوص إلى الأسفل ، والجزء الأقرب إلى القمة سوق يطفو على سطح الماء. فرح " تارو" بحل اللغز الأول وسأل : كيف تستطيعين أن تصنعي من الرماد؟ ثم أجابت : خذ حبلاً وانثر عليه كثيراً من الملح ثم أشعل طرفه وسوف يشتغل قليلاً قليلاً وفي النهاية سوف يصبح لديك حبل من الرماد. ثم سألها: كيف نستطيع ـ يا جدتيّ ـ أن ندخل خيطاً من الحرير في أنبوبة معوجة وملتوية أشد الالتواء؟ ضحكت الجدة العجوز وقالت: إن الأمر بسيط ، اربط خيطاً من الحرير حول رجل نملة، وضع في الطرف الثاني من الأنبوبة قطرة عسل ،وكل ما عليك فعله هو وضع النملة عند طرف الأنبوبة وسف تقوم النملة بمهمتها في الوصول إلى العسل وعندها اسحب طرف خيط الحرير من الأنبوبة مهما كان به من اعوجاج . وذهب للمختار وتعجب منه فرد: كلا، لست أنا من حل هذه الألغاز؛ بل جدتي ، فخجل المختار لما فعله ؛ حيث كان يعتقد أن كبار السن كسالى ولا فائدة منهم ، ثم أصدر المختار أوامره لرجاله بالبحث عن المسنين وإعادتهم للقرية.
عنوان الكتاب
ابراهيم بشمي (مترجم)
من الرسم الياباني


شعبي
ماذا يقرأ أطفال العالم؟
القصص العالمية
الزراعة - قصص الأطفال
التعاون - قصص الأطفال
العائلة
حب الخير - قصص الأطفال