مقطع كان هناك ملك لديه عشرة أبناء وابنة واحدة ، توفيت أمهم وتزوج الملك بامرأة أخرى يحبها حبا شديدا، فطلبت منه أن يتخلص من أبنائه ، ويبعدهم عن القصر بحجة أن أخلاقهم سيئة ، فصرح لها بعمل ما تريد بهم ، فأرسلت الابنة إلى كوخ صغير بأطراف المملكة ، وحولت الأبناء العشرة إلى طيور بيضاء طارت واستقرت في إحدى الغابات . وبعد مرور ثلاثة أعوام، شعر الملك بالوحدة وأمر بالبحث عن أبنائه ، ولكنهم لم يجدوا إلا الابنة ( إليزا ) التي كبرت وأصبحت جميلة . غضبت الملكة من جمالها وحولت وجهها إلى وجه قبيح ، حيث جعلتها تغسله بمسحوق سحري أعدته لها ، وسرعان ما طردها الملك من القصر؛ لأنه لا يعتقد بأنها ابنته القبيحة ! ذهبت إليزا ووصلت إلى الغابة ورأت نهرا فغسلت وجهها بمائه؛ فعاد كما كان . ورأت عجوزا فسألتها الطعام وأعطتها وقصت حكايتها ، وأخبرتها العجوز عن عشرة طيور بيضاء تتحول في الليل إلى عشر أمراء ، فعرفت أنهم إخوتها ، وانتظرت حتى المساء ، فرأت الطيور قادمة وتحولت إلى أمراء ، فكان اللقاء حارا ! وقرروا البقاء معها أينما ذهبت . أسدت العجوز إلى إليزا نصيحة إذا أرادت أن تنقذ إخوتها من مفعول السحر، فكان عليها أن تنسج من خيوط النباتات عشرة معاطف لإخوتها ،على أن تعمل ذلك بصمت ولا تتكلم . بدأت إليزا العمل ، وذات يوم جاءها فارس جميل رآها تنسج ، فسألها عن اسمها، ولكنها ظلت صامتة ! فأخبرها بأنه ملك لإحدى البلاد وأنه يريد الزواج منها ؛ فتبسمت دون أن تتكلم ، وذهبت معه إلى القصر، وعقد قرانه عليها وهي صامتة . وذات يوم ذهب الملك الفارس إلى جهة بعيدة في عمل وأوكل إلى أخيه إدارة شؤون المملكة ،ولكنه طمع في الملك ، وأراد أن يتلخص من إليزا حتى لا تنجب وليا للعهد؛ فأمر بإحراقها حية ؛ لأنها تريد أن تسحر الملك ! والدليل صمتها والمعاطف التي تنسجها . وفي طريق الملك جاءت الطيور البيضاء تحلق، وتصدر صيحات استغاثة ، فعلم الملك أن إليزا في خطر ، فذهب وأنقذها وألقت إليزا المعاطف على الطيور، فتحولت إلى أمراء في الحال، وشكرت الملك على إنقاذها، وأخبرته بقصتها؛ فأرسل إلى والدها يخبره بنجاة أبنائه وزواجه من ابنته .
عنوان الكتاب
إبراهيم مصطفى


قصص من الشرق والغرب
القصص العالمية
العائلة
التربية العائلية
الأخوة - قصص الأطفال