مقطع تذكر القصة أنه في أحد أيام الربيع خرج الراعي بأغنامه إلى المرعى، حاملا معه حملا صغيرا عمره سويعات، حتى يخفف عنه عناء السير، وكان الراعي مسرورا به، وجلس تحت ظل الشجرة يداعب الحمل. وفي الوقت ذاته أخذت الأغنام الأخرى تبتعد شيئا فشيئا، فلما حل الظهر نام الراعي، أما الأغنام فكانت مبتعدة جدا، ولم ينتبه إليها الراعي، لكن ذئبا شرسا انتبه لها، وكان متخفيا خلف صخرة حيث لا تحس به الأغنام، وفتح الذئب فمه، وعندما اقتربت الأغنام في مشيها استعد الذئب لها، وفكر بالهجوم عليها، فهجم عليها، وفرت الخراف كلها إلا كبشا واحداً أخذ يقاوم ويقول: سوف أحمي القطيع منك. وعندما رأت الخراف الأخرى ذلك عادت، وأخذت تنطح الذئب بقرونها ،فهرب الذئب لكنه قال في نفسه: سأعود في فرصة مناسبة، وتظاهر بمغادرة المكان، فابتعد عن أعين الخراف، وأخذ يراقب القطيع خلف جذع شجرة دون أن يشعر به أحد. وكانت الأغنام تسير في جماعة متحدة تعرف كيفية المقاومة، أما واحدة فأحبت السير وحدها، وابتعدت عن القطيع، نادتها الأغنام: لا تبتعدي، عودي، إنك في خطر. لكنها قالت: أنا حُرَّة، أعمل ما أريد، وأعرف مصلحة نفسي. وفي مشيها كانت تقترب من الذئب دون أن تعلم فلما اقتربت صاح الذئب: تعيش الحرة. فقالت: لا. وانقضَّ عليها، عندها سمع الراعي الصراخ، واستيقظ من النوم، وتوجه إلى المكان حاملا عصاً بيده لكن محاولاته لم تنفع؛ لقد ماتت الشاة قبل وصول الراعي إليها.
عنوان الكتاب
علي رمان


حكايات العم حكيم
التعاون - قصص الأطفال