مقطع في يوم من الأيام، ولد في لندن غلامان، أحدهما من أسرة فقيرة، والآخر من أسرة غنية صاحبة السلطة، والأسرة الفقيرة تُدعى "كأني" والغنية "تيودور" وكانت الأسرة الفقيرة تتمنى لو لم يولد هذا الطفل؛ لكيلا يعاني الجوع والفقر، أما الأسرة الغنية فكانت سعيدة بولادة الطفل؛ لأنه سيصبح ولي عهد إنجلترا؛ فرح الناس بولادة ولي العهد ورقصوا وغنوا كثيرا، وكانوا في غاية السعادة والسرور. كان "توم كأني" يعيش في أسرة فقيرة، في حارة تسمى ساحة القاذورات، وكان لديه أختان، وكان أبوه كثيرا ما يضربه هو وجدته، ودائما يسكرون، وكان أبوه لصا، دائم التسول من توم، أما أمه وأخواته فكن يتصفن بالطيبة، وكانت حرفة أمه التسول، وكان هناك كاهن عجوز اسمه الأب "أندريه" يعلم الصبيان الأخلاق والفضيلة؛ فتعلم توم على يده القراءة والكتابة وأصول اللغة اللاتينية، فكان يحكي الكثير من الحكايات لتوم عن الأبطال والحكام والقصص. وتوم يحلم بهذه القصص، وفي يوم ذهب توم للتسول وكان شارد الذهن، فواصل السير حتى خرج عن منطقته، ورأى الشارع والمنازل والقصور الضخمة، إلى أن وصل إلى قصر الملك، وكانت تدخل مواكب من العربات، وفيها سيدات يلبسن الملابس الأنيقة وكذلك الرجال، وكان يحرسها حراس على باب القصر، فرأى أحد الحراس توم ينظر إلى القصر فقال له: اذهب إلى الجحيم وضربه. فرأى الأمير ما فعل؛ فأمره بإدخال الصبي. وقدم للصبي الطعام والشراب، وقال له: من أين أنت؟ فقال من ساحة القاذورات. فسأله عن أهله، فأخبره توم عن أهله وأبيه وجدته، فسأله: ماذا يفعل الصبيان في ساحة القاذورات؟ فقال: نحن نلعب بالطين، ونقذف أنفسنا بالطين، ونركض، ونتشابك بالأيدي، ونتصارع بالعصا. فقال الأمير: ما أجمل حياتك، وأتمنى أن أحظى بها! فقال له: نحن نتشابه كثيرا، فما رأيك أن تلبس ملابسي وألبس ملابسك، فأذهب ساعة ثم آتي إلى هنا؟ لأنني أتمنى أن أعيش حياتك. فوافق توم على ذلك، فذهب الأمير ورأى كيف عاش توم حياته في الخارج، فقد كانت حياة مملوءة بالعذاب، فذهب إلى ساحة القاذورات، ورأى أن أحدا لا يصدق أنه الأمير، فرآه والد توم، ولم يصدق أنه الأمير؛ فقام بضربه، وحتى أمه لم تصدقه، ولكنها شكت أنه ليس ولدها؛ لأن ابنها يحمي وجهه بكفيه، ولم يكن الأمير يفعل ذلك. أما توم فقد اتهموه بالجنون؛ لأنه يقول إنني لست الملك؛ فخاف عليه أبوه؛ وأمر من بالقصر ألا يتحدثوا عن مرضه وإلا سيقتلهم وسوف يصبح الملك. هرب الأمير من منزل توم، فرأى مركبا كان به توم فقال للجنود: إنني أنا الملك؛ فضربوه ودافع عنه شخص يدعى "هندنا" فحكى له الأمير حكايته، ولكنه لم يصدقها، وادعى أنه يصدق أنه الأمير فذهبوا إلى الفندق، وفي اليوم التالي ذهب هندنا ليشتري للأمير ملابس نظيفة، فعاد ولم يجد الأمير، وكان أبو توم قد أرسل رجلا إليه لكي يخطفه، فذهب الأمير مع الرجل بحجة أنه صاحب هندنا وقد أرسله هو. ولكنه وجد أبا توم ومعه عصابة، وأمره بالسرقة والتسول، وذهب الأمير مع فرد من العصابة، فقال الرجل للأمير: دعنا نسرق من المرأة العجوز الخنزير الصغير؛ فرفض توم، فحاول الرجل سرقتها ولكن المرأة رأت توم؛ فدعت الشرطة فأتى إليه هندنا، فذهبوا إلى المحكمة فقال لها القاضي: تنازلي عن القضية؛ لأنه طفل صغير. فتنازلت، ثم ذهب هندنا ومعه الأمير إلى المنزل بعد أن غاب عنه لمدة خمس سنوات، فوجد أخاه الصغير الذي أنكر أنه أخاه، وحاول هندنا أن يؤكد له أنه أخوه لكنه قال: إن هندنا قد مات، وإن أبي وأخي قد ماتا. وأصر هندنا على أنه أخاه؛ فأمر بإدخاله السجن هو والصبي الصغير، فدخلا السجن وهربا. مات الملك فحزن الأمير، ورأى موكبا لتتويج الملك المزيف، وعندما كانوا يتوجون الملك، صرخ الأمير الحقيقي وقال إنه هو الملك وإن هذا الملك كاذب ومزيف، فقال توم: إنه الملك الحقيقي. فلم يصدقوه في البداية، ولكن أثبت أنه الملك الحقيقي؛ فغير كل القوانين، وأمر بإدخال توم إلى الملجأ؛ لكي يدرس، أما هندنا فقد استرد حقه ومات وهو في السادسة عشرة من عمره.
عنوان الكتاب
عادل الغضبان


أولادنا
الصدق - قصص الأطفال
حب الخير - قصص الأطفال
التواضع
مساعدة الاخرين - قصص الأطفال
مساعدة الفقراء