مقطع |
تتحدث القصة عن أمير يدعى (حسام)، عاش حياته في مغارة الأمنيات مع أميرة الجن (حنة) التي أحبها كثيرا، وضحى بكل شيء في سبيل الزواج بها والعيش إلى جانبها.
كانت الأميرة (حنة) من أجمل حسناوات الجن، وقد ظهرت لأول مرة للأمير (حسام) عندما كان مريضاً بالحمى، وكانت درجة حرارته مرتفعة، وكان يهذي ويردد أشياء غير مفهومة إلى أن ردد اسم (حنة)، وكانت هي بالجوار تتنزه، وما إن سمعت اسمها حتى سارعت إليه؛ فقد كانت طيبة، وتحب مساعدة الجميع، فدخلت على الأمير (حسام) ومعها طبيب الجن لعلاجه، وقد حذر الطبيب الأميرة من البقاء؛ لأن والدها إذا عرف سوف يحولها إلى طائر صغير.
لم تستطع الأميرة أن تغادر إلى أن تطمئن على الأمير؛ فلقد أحبته من النظرة الأولى إلى أن فتح عينيه، وشاهدها وما إن سألها من تكون حتى قالت له: إنها ستعود غدا في الوقت نفسه.
غادرت الأميرة، وظل الأمير ينتظر عودتها بلهفة، وباتت تأتي كل يوم لمشاهدته، وأحبا بعضهما حباً عظيماً، وقرر الأمير (حسام) الزواج منها مهما كلف الأمر، فذهب مع الأميرة (حنة) على ظهر نعامة لمقابلة والدها وطلب يدها للزواج، وعندما قابل والدها، قال له: إنه موافق على زواجهما، لكن بشرط واحد، وهو أن يطهر نفسه من الخطايا، فتساءل الأمير (حسام) عن كيفية تطهير نفسه من الخطايا، وهو إنسان معرض لإغراءات الحياة وملذاتها؟ فقال له: إن عليه أن يدخل إلى مغارة الأمنيات، ويصلي ليلاً ونهاراً، وأن يطلب الغفران من الخالق، وأن يطهر جسده وروحه من الخطايا التي ارتكبها حتى يشعر بأن وزنه أصبح خفيفاً، وما إن يطأ الأرض بقدميه حتى يكاد يطير، وحينذاك يصبح مقترباً من روح الملاك الطاهر، ويمكنه الزواج بالأميرة.
دخل الأمير المغارة، ومكث فيها عاما وبعض العام، وهو يصلي ويطلب الغفران لتطهير جسمه وروحه من الخطايا إلى أن شعر بأنه خفيف كالطائر، وخرج للزواج من ابنة السلطان، وكان للسلطان شرط آخر، وهو أن لا يعود الأمير (حسام) لارتكاب الخطايا، فوافق الأمير، وتزوج الأميرة، وركب على ظهر النعامة للعودة لقصر الأمير ليعيشا معاً، وما إن عاد ورأى الأمير الجماهير محتشدة لاستقباله شعر بحب العظمة والسلطنة، فخاف من ارتكاب الخطايا؛ فطلب من النعامة العودة به ليعيش في مغارة الأمنيات بعيدا عن إغراءات الدنيا وملذاتها |