مقطع |
تذكر القصة أنه لما قتل والد الشاعر "امرؤ القيس" ملك بني أسد، حزن عليه حزنا شديدا، وصمم ألا تهدأ نفسه حتى يأخذ بثأره، فذهب إلى صديقة العزيز "السموءل" الذي عرف في ذلك الزمان بالوفاء بالعهد، وأمّنه على بعض أمواله وأسلحته حتى يعود من أخذ ثأر أبيه ويرد ملكه.
مرت السنون وسمع السموءل أن امرئ القيس قد مات، وسمع "ملك كندة" بذلك، فبعث إلى السموءل لكي يرد الدروع والأسلحة التي أودعها امرؤ القيس عنده، فرفض السموءل وصمم ألا يعطيها إلا لورثته، وتحصن السموءل في حصنه المنيع، وهجم ملك كندة على حصن السموءل ليأخذ ما يريده بالقوة، وكان ابن السموءل خارج الحصن، فقبض عليه، وأخذه رهينة، وهدد السموءل بقتل ابنه، ولكن ابنه صاح لأبيه: الوفاءَ الوفاءَ يا أبي.
قتل ملك كندة ابنَ السموءل، فحزن أبوه حزنا شديدا، ولكنه لم ينس الأمانة، وسلم الأسلحة والأموال إلى ورثة امرئ القيس، وأصبح مثالا للوفاء ثم أنشد هذا البيت:
وفيت بأدرع الكندي أني ... إذا ما خان أقوام وفيت |