مقطع تذكر القصة أنه كان لمدينة الحيرة ملك اسمه (النعمان بن المنذر) وكان يحب الصحراء كثيرا، عرض يوما على صديقه (عامر) رحلة للصيد في الصحراء في الصباح الباكر؛ ففرح صديقه كثيرا، وأخبر الفرسان للتهيؤ والاستعداد. وحينما أتى الصباح ذهبوا إلى الصيد بصحبة الملك، وعندما شاهدوا حمارا وحشيا أراد الملك اصطياده لوحده؛ فانطلق وراءه مسرعا فذهب بعيدا عنهم، ولم يستطع صيد الحمار، وبقي وحده في الصحراء لا يرى منهم أحداً. هطل المطر فوجد الملك كوخا صغيرا؛ فذهب عنده وهناك وجد رجلا وامرأته وأولادهم، ولم يكن عندهم شيء ليضيفوا ضيفهم إلا ماعزاً؛ فقام صاحب البيت (حنظلة) وحلب الماعز، وذبحه لضيفه، وأكرمه، ولم يذكر لهم الملك أنه هو النعمان بن المنذر، وحينما أتى الصباح جاء الفرسان للبحث عن الملك تفاجأ حنظلة وأهله، فشكر النعمان حنظلة، وقال له: إذا احتجت شيئا يوما ما فتعال عندي، ولن أردك بشيء أردته. وحينما ضاقت على حنظله ذهب إلى الملك ليساعده، وحينها كان الملك قد قتل نديمين من أعز ندمائه، وندم على قتلهما فدفنهما في قبرين وأسماه الغريين، وكان يجلس عند هذا القبرين بالشهر مرتين وأسماهما يوم البؤس ويوم اسمه النعيم، ومن يأتيه في يوم البؤس يقتله، ومن يأتيه في يوم النعيم يكرمه؛ فجاء حنظله الملك في يوم البؤس، فلم يكن يعرف عن هذا، فقال له الملك: يجب أن نقتلك يا حنظلة؛ فقال له: إن لي عائلة ومحتاجين إلي الآن فأمهلني أطعم أهلي وأوفر لهم ما يحتاجون، ولك ما شئت؛ فتكفل عنه رجل اسمه (ابن أجدع) وقال الملك له: إن لم تأتِ يا حنظلة بعد عام سنقتل ابن أجدع. ذهب حنظلة إلى أهله؛ ففرح الملك لذهاب حنظلة، وظن في نفسه أنه لن يعود، وبعد عام وفي نفس اليوم أتى حنظلة ليوفي بوعده للملك ولابن أجدع الذي كاد أن يقتل وصدق كلامه وإخلاصه، وحينما رأى الملك وفاء حنظلة وأخلاقه العالية وصدق كلامه ألغى يوم البؤس ويوم النعيم وعفا عن حنظلة وكفيله ابن أجدع.
عنوان الكتاب
سليمان العيسى

بطولات عربية
الشجاعة - قصص الأطفال
الكرم - قصص الأطفال
الوفاء بالوعد - قصص الأطفال