مقطع تحكي هذه القصة أن الزارع كان معجبا بنشاط حماره الذي لم يكن يعصي له أمراً، إلا أن هذا الحب مع تقدم الحمار في السن وضعفه تحول إلى كرة، ورغبة في التخلص منه وقتله، وهذا ما سمعه الحمار من المزارع ذات يوم وهو يحدث أصحابه، فقرر الحمار أن يهرب إلى الغابات ليكفي نفسه شر الناس وغدرهم، وفي طريقه إلى الغابة وجد صديقه الكلب الوفي حزينا ونائما وعرف - بعد أن شكا له - أن سبب حزنه هو نفس السبب الذي هرب هو منه، ولكنه لا يدري أين يذهب، ولكن الحمار دعاه معه إلى الغابة حتى يتشاركوا العيش، ففرح الكلب وذهب معه ومروا في طريقهم على القط الأنيس الذي أرادت سيدته أن ترميه في البحر لأنه كبر وعجز عن صيد الفئران وهرب منها، فدعاه الحمار إلى الغابة ففرح وسار معهم، وظلوا يسيرون في الطريق فصادفهم الديك الصائح في المزرعة، وبدا عليه الحزن لنفس الأسباب السابقة فدعوه إلى الغابة فذهب معهم، وقد وصل الحمار والكلب والقط والديك إلى الغابة وهم مسرورون لنجاتهم، وناموا في العراء حتى رأى الحمار ضوءا فاتبعوه إلى أن وصلوا إلى مصدره وهو بيت اجتمع فيه اللصوص واتخذوه مأوى لهم، ففكر الأصدقاء في حيلة يخرجون بها اللصوص من البيت، فقاموا بإصدار أصوات مزعجة تثير الرعب والخوف في سكون الليل، ثم اقتحموا النافذة فجأة وحطموا الزجاج وانطفأ النور، ففر اللصوص هاربين لاعتقادهم بأن البيت قد امتلأ بالجن والعفاريت، ففرح الأصدقاء الأربعة وأكلوا وشربوا وناموا في البيت سعداء. وبعد منتصف الليل أحس اللصوص بأنهم بالغوا بتصورهم وأن الأحداث في البيت كانت بفعل الرياح الشديدة، فقرر كبيرهم الدخول للبيت وكان مظلما فأخذ شمعةً وأراد أن يشعلها من عيون القط التي اعتقد أنها جمرتين فلما اقترب منه ذعر القط وقفز في وجهه وضربه وخدشه فخاف وهرب، وهو مسرع باتجاه الباب عثر بالكلب فعضه ثم عثر بالحصان فرفسه، واستيقظ الديك فملأ البيت صياحاً، فامتلأ قلب كبير اللصوص خوفاً وأسرع إلى أصحابه مذعورا وأخبرهم بأن البيت فيه أربعة عفاريت ضربته وآذته. وعاش الحمار والكلب والقط والديك في البيت بسعادة وهناء.
عنوان الكتاب
كامل كيلاني


قصص فكاهية
الوفاء بالوعد - قصص الأطفال