مقطع تحكي هذه القصة أنه من جبال أطلس في المغرب العربي تنبع أنهار كثيرة، وبذلك فهي تروي البساتين والزروع، ومن أكبر تلك الأنهار نهر أم الربيع حيث يخترق البراري والغابات، ولكن الناس يخافون منه حيث يقال أنه لا يمنح الفلاحين مياهه إلا إذا ابتلع أربعين ضحية، وذلك يرجع إلى الجني الشرير الذي يسكن فيه وهومن نار، وترجع حكايته إلى أنه سد باب المنبع بصخرة كبيرة فأصبحت الأراضي تعتمد على ماء النهر، وبذلك ذهب السلطان إلى أمون وهو خبير بالسحر حيث توسل بالجنى لفك الصخرة، فجاء الجني إلى السلطان بهيئة عجوز وقال له أن لا يزعجه بالتوسل والتهديد، فطلب السلطان منه إعادة المياه إلى مجاريها فوافق بشرط تقديم 40 عالما، وبذلك اعترض السلطان، ولكن السلطان جمع علماء الدين وقال لهم من يضحي من أجل إعادة المياه إلى أرضنا فطلبوا من السلطان أن يمهلهم ليفكروا، فعاد شيخهم إلى السلطان وقاله له إننا العلماء ننقسم إلى قسمين قسم يستمد علمه من الكتب، وقسم لديه الإلهام وهم الشعراء والموسيقيون، وإن الجني يريد من هؤلاء الملهيين، وبذلك جمع السلطان جميع الشعراء والموسيقيين وغيرهم فكان عدد الحاضرين كبيرا فتهامسوا حتى إن كل واحد منهم أصبح يخرج عذرا، وفجأة قام واحد، وقال أنا أقدم نفسي ضحية وهو شخص حكيم مشهور بحسن الخلق فرضي الملك بذلك، فذهب سيد الرجال إلى الجبل فأبطل سحر الجني وتدفقت المياه بسرعة، وتفجرت الصخرة حتى سقط على رؤوس العباقرة الأربعين الذي لازموا سيد الرجال من بعيد دون أن يشاركوه، فلم يبقَ منهم إلا هو من الشعراء والفنانين المتطوعين من أجل جريان النهر
عنوان الكتاب
ليلى الشوا


من حكايات الشعوب
الشجاعة - قصص الأطفال