مقطع تحكي القصة عن "كاندهار" الراعي الأسمر، الذي عاش مع جدته العجوز في كوخ صغير بجوار أحد الأنهار، وكان يحمل على ظهره طوال النهار جرار الماء ليسقي بها الرعاة ماشيتهم، وكان عطوفا على هذه المواشي، مخلصا ووفيا لعمله، فيحصل نظير هذا العمل على دراهم زهيدة يشتري بها ما يحتاج إليه هو وجدته. وكان هذا الفتى ينتمي إلى قبيلة اسمها قبيلة الشيخ "دندار" وهذه القبيلة تقع في أقاصي جنوب السودان، وكان لا يعكر صفو هذه القبيلة إلا السرقات الكثيرة التي تقوم بها عصابة لسرقة المواشي، وكان رئيسها يدعى "الغادر" الذي لا يتورع عن سفك الدماء ليحصل على ما يريد فكان الرعاة يخافون منه. وذات يوم عاد كاندهار إلى جدته حزينا؛ لأنه لم يحصل على شيء من النقود، وقال لجدته إنه سوف يرعى القطيع كباقي أفراد القبيلة؛ لأن السقي لا يوفر له شيئا في بعض الأحيان، فانزعجت جدته لأنها تخشى عليه من الغادر وعصابته، وقال بكل عزم وتحدٍ: إنه لا يخاف من تلك العصابة، وخرج كاندهار متحمسا إلى شيخ القبيلة، فأخبره بما ينوي فعله، فسعد الشيخ لسماع ذلك، وفرح لشجاعة كاندهار فأعطاه الشيخ قطيعا ليرعاه. فرح كاندهار وأخذ يرعى القطيع بكل حماس، وذات يوم سمع فتاة، تصرخ، آتيه نحوه تقول له: إن جدتك مريضة جدا وفي حاله خطيرة. أسرع كاندهار إلى جدته، وترك قطيعه لوحده، وعندما اطمأن على جدته ذهب لمكان القطيع، ولم يجد قطيعه، فأخذ يصرخ بحزن؛ فهذا قطيع شيخ القبيلة، وأخذ يبحث عنه في كل مكان، ولم يجده، فذهب إلى الصحراء لوحده بحثا عن العصابة التي تسرق القطعان، وبينما كان ماشيا في الصحراء التقى برجل كبير في السن، وأخبره كاندهار بقصة القطيع والعصابة، فأعطاه الرجل المسن سيفا ثقيلا لكي يحارب به عصابة الغادر، فتوجه كاندهار بكل شجاعة وإقدام إلى العصابة، وأخذ يحاربهم بالسيف القوي حتى هزمهم وفروا هاربين، وأخذ منهم جميع القطعان التابعة لقبيلته، وعند وصوله لقبيلته سعد الشيخ وأفراد القبيلة جميعا، بما فعله كاندهار بالعصابة وشكروه على إرجاع القطيع لهم، وعندما سمعت جدته بهذا الخبر فرحت أيضا، وبذلك أعاد كاندهار لقبيلته الأمن والاطمئنان والسعادة.
عنوان الكتاب
محسن محمد محسن


كان يا ما كان
الشجاعة - قصص الأطفال