مقطع تحكي هذه القصة أنه سار حِرفيان أحدهما ميكانيكي (18 عاما) والآخر صائغ (16 عاما) في رحلة سفر، وكان الأخير يسافر لأول مرة. سارا في طريق غابة شبيسارت التي عرفت بعصابة قطاع طرق تجول فيها وينهبون المارين، وكان الصائغ قلقا وهو المشهور بالشجاعة، أما الميكانيكي فقد كان هادئا يمشي مرتاحا، وبعد تبادل الحديث يتبين أن "فليكس" الصائغ كان خائفا على الحلي الذي صنعه من أجل الكونتيسة، أما الميكانيكي فليس لديه مشكلة حيث كان مستعدا لأن يقدم كل ما بيده للعصابة، وأقنع فليكس بأن في الحالتين لم يصل الحلي لها إن قتل أو سلمهم إياه، فسكت وأكملا طريقهما، فإذا بنزل داخله سائق عربة ورجل ظنوا أنه من النبلاء فتبين بعد ذلك أنه طالب وامرأتان إحداهما خادمة والأخرى صاحبة النزل، فنبح كلب في النزل ورد عليه كلب الميكانيكي فخرجت الخادمة وأدخلتهم وتناولوا العشاء في الداخل، ومع تبادل الحديث مع السائق والطالب أوجسوا خيفة بأن يقتلوا وهم نيام فاتفقوا ألا يناموا ويجلسوا يقصوا على بعضهم القصص والأساطير ليبعدوا النوم عنهم، وبعد المناقشات ابتدأ الميكانيكي قصته وقص عليهم حكاية الغولدن الذي يحمل نقش الغزال والتي تبين عاقبة الطمع، وبعدما انتهى من قصته التي امتدحها الجميع تذكر الطالب أسطورة وأراد أن يحكيها ولكن صاحبة النزل أمرتهم بأن يذهبوا إلى غرفهم حيث من القوانين أن يلزموا النوم بعد الساعة التاسعة وبعد إصرار منها، امتثلوا للأوامر وذهبوا إلى الأعلى وقد أخذوا شمعة واحدة من صاحبة النزل لإنارة الطريق ودخلوا إلى غرفة الطالب جميعهم وتناقشوا حول سلوك صاحبة النزل المريب واتفقوا على الهرب، ولكن مع نزول سائق العربة اكتشفه الكلب ومن ثم صاحبة النزل التي أمرته بالعودة إلى غرفته وتعذر لها أنه يريد أن يأخذ بعض الأشياء من العربة فأخذ شمعتين وكان يرتجف لأنه شاهد رجالا مسلحين، وعاد سالما إلى أصدقائه وأخبرهم بما رآه فاتفقوا بأن يقدموا لهم كل ما لديهم في سبيل إطلاقهم، وبعد ذلك قص الطالب عليهم أسطورته ( القلب البارد ) التي تبين عاقبة حب تقليد الآخرين والمظاهر وجنون المال مع غياب العقل، ولم يكمل قصته حيث قطع حديثه أصوات تبين أنهم نزلاء جدد وهم امرأتان ومرافقاهما، وبدورها أدخلتهم صاحبة النزل غرفتهم ونصحتهم بالنوم في الحال بعد تعبهم، فنادى سائق العربة الجندي ( أحد مرافقي المرأتين ) وأخبره أنه وكر للصوص فدهش لأنه من نصحهم بالنزول في هذا النزل وهو رجل يبدو عليه الطيبة، فذهب إلى الكونتيسة ( وهي سيدة في الأربعين ) وأخبرها فخافت فتجمعوا ليكونوا معا إذا وقع الهجوم، اقترح الميكانيكي أن يعودوا إلى القصص فأراد الجندي أن يقص عليهم قصة المغامرات السعيدة التي حصلت في عهد هارون الرشيد والتي تبين مدى جمال العدل وانتشاره وكيف أن الفوز دائما للخير، وبعد أن أنهى قصته بدأ الجميع يبدي إعجابه بتضييع الوقت بقص القصص ليطير عنهم النوم، وفي الحديث تكلموا عن الأساطير والتي تذكر فيها الطالب طفولته وكيف يخاف من الأصوات التي كانت تخوفه منها مرضعته، فتذكر سائق العربة أخته التي قتلها خوفها من أسطورة فذهبت إلى مقبرة لتبين أنها ليس خائفة، ولكن عندما نظرت إلى صاحب المقبرة ظنت أنه صاحب الأسطورة فخافت وأصيبت بحمى وماتت، فحزن سائق العربة. وأراد الصائغ أن يقص عليهم قصة أسطورة اسكتلندية نهايتها حزينة أيضا فبدأ يقص عليهم وكانت قصته تظهر كيف هي عاقبة الطمع، وبعدما انتهى الصائغ كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل، فاقترح الطالب أن ينام الكل لأنه يتوقع أن لا أحد يهجم عليهم، ولكن الجندي والميكانيكي فضلوا أن يبقوا مستيقظين وهذا ما حصل فعلا، واقترح في حينها الميكانيكي أن يكمل الطالب قصته القلب البارد التي لم يكن الجندي موجودا فيها وبين أنه سيفهمها ولكن قطع كلامه نباح الكلاب، إذ تبين أنهم عشرة أو اثنا عشر رجلا مسلحين قادمون من جهة الغابة فاستعدوا كلهم للقتال بالسلاح والمسدسات والعصي وكانوا باستقبال اللصوص بالقوة وبعد أن دار بينهم وبين اللصوص الحديث تبين أنهم يريدون الكونتيسة ويأخذوا من زوجها عشرين ألفا، ولكن الجندي رفض أما الكونتيسة فأبت أن يقتلوا جميعا من أجلها وأرادت الخروج ولكن فليكس اقترح أن يلبس هو لباسها وهي تلبس لبسه ويخرج لهم على أنه هي، وذلك بعدما أحس أنها مثل أمه، وبعد إقناع الكونتيسة رضيت وذهب فليكس وهو متنكر ومعه الطالب والجندي إلى اللصوص الذين طلبوا منه أن يكتب رسالة إلى صاحب السعادة تطلب منه الفدية بعدما ورث الكثير من المال، فخاف الجميع وعندما طلب منه زعيم اللصوص رفع الخمار عن وجهه وكتابة الرسالة، فعل فعلا فليكس الذي أعجب به زعيمهم وبملامحه الرجولية! وهو يظن فعلا أنه الكونتيسة فكتب رسالته فليكس، وبعد أن ذهب معهم طلب أن يكون الجندي والطالب معه، فوافق زعيمهم بعد أن فتشهم. بعد ذلك ذهبوا وظلت الكونتيسة مع سائق العربة وخادمتها والميكانيكي، فقررت الكونتيسة أن تذهب إلى زوجها وتبحث عن وكر اللصوص، أما سائق العربة فقرر أن يلجأ إلى القضاة، والميكانيكي أراد إكمال رحلته، وفي الصباح صدموا أن صاحبة النزل وخادمتها مقيدتان، فصعقوا لأنهم يعرفون جيدا أنهم مع العصابة فأظهروا عكس ما يكنون مظهرين لها الأسف عما حدث ودفعوا أجر غرفهم وذهبوا. والكونتيسة معهم مرتدية لباس فليكس لكي لا تكتشف أمرها، في هذه الأثناء وصل فليكس ورفاقه إلى وكر اللصوص وقد اختير له أفضل كوخ فسمح للجندي والطالب أن يدخلوا عنده نزولا إلى رغبته، فأظهر لهم فليكس خوفه من أن تنساه الكونتيسة، وقص لهم قصة حياته، إذ إنه بعد موت والديه أخذت تؤمن حياته كونتيسة أخرى لم يرها من قبل، وأراد أن يقدم لها عقدا قد صنعه لها، ويخاف أن تضيعه الكونتيسة وهو في الحقيبة فطمأنه الجندي ونصحهم بالنوم وهذا ما حدث فعلا، وفي الصباح عاد الجندي والطالب إلى صديقهم الذي بدا مرتاحا أكثر، وبدأ الطالب يقص عليهم ما رآه في وكر اللصوص ولكن حديثه أزعج فليكس وفضل أن يكمل قصته القلب البارد وفعلا أكملها، والتي تبين أن الإنسان يجب أن يرضى بالقليل مع وجود القلب الحي ولا يرضى بالكثير مع الجشع والقلب المتحجر الذي لا يعرف الرحمة، وأن باب التوبة مفتوح للجميع، وبعدما انتهى الطالب من قصته، وبعد خمسة أيام قرر الجندي الهرب وأقنع أصحابه بذلك بأن يقتلوا أقرب واحد لديهم ولكن تفاجأوا بالزعيم قد دخل عليهم وأخبرهم أن صاحب السعادة لم يمتثل لأوامرهم في أن يقدم الفدية، وأنهم سوف يقتلونه، ولكن هناك حل قدمه له - وقد أعجب بأخلاق الكونتيسة – وهو الهرب، حيث إن عصابته سوف تنضم إلى عصابة أخرى وهولا يريد أن يكون أحد زعيما عليه، ولكن يريد من الكونتيسة أن تؤمن له حياته فما على فليكس إلا أن يظهر الموافقة وأطلعهم الزعيم على خطة الهرب، وعندما خرج أظهر فليكس أسفه لأنه لا يستطيع أن يشفع له ولكن أصحابه هدأوه، وعندما حان وقت الخطة هربوا جميعا وعندما اقتربوا من أحد المخافر ذكر الزعيم الكونتيسة بوعدها، فأتى جنود إليهم وعندما رأوهم عرفوا ( جندينا غرتفريد ) وهو الجندي، فأخبر الضابط بالقصة فأعجب بفليكس وشجاعته، وبعد ذلك طلب أن يرافقه للمدينة وسرعان ما انتشر خبره بالمدينة فصار في استقباله الناس جميعا ومعهم صاحب السعادة الذي شكره وطلب أن يكافئه ولكنه رفض المكافأة، ولكن سرعان ما تذكر الزعيم وطلب شفاعته وهذا ما حدث، وبعد ذلك ذهب لمقابلة الكونتيسة التي جلست هي وأطفالها تنتظره وعندما رأته فرحت وشكرته هي وأولادها، وأعادت له ثيابه وحقيبته وأرادت أن تشتريهم منه بسعر الفدية كذكرى، ولكنه أهداها إياه دون مقابل ثم تذكر العقد الذي صنعه لعرابته، والذي أظهر فيه براعته عندما استخدم أحجار عرابته، فطلب أن يأخذها فأرادت الكونتيسة أن تراه، فإذا بهذه الأحجار الكريمة هي أحجارها، وهي عرابة فليكس فأخبرته والدموع تخرج من عينها وأخبرت زوجها وهي فرحة، ففرح فليكس كثيرا حيث استطاع أن يعيد شيئا مما أعطته إياه. وبعد ذلك عاد فليكس إلى بلدته وهو فليكس الصائغ الماهر الشجاع الذي يقصده الناس، وسائق العربة يزوره من وقت إلى آخر، والجندي يمر عليه كل عام ومعه هدية من الكونتيسة والميكانيكي جاب الأراضي الألمانية ثم سكن مع فليكس، أما الطالب فقد زارهما مرة وقد أصبح رجل دولة مهما، وزعيم العصابة أصبح عسكريا، وفرح الجميع لاستقامته، وأصبحت هذه القصة في ذاكرة كل واحد فيهم.
عنوان الكتاب
فيلهيلم هاوف


قصص للشباب
الشجاعة - قصص الأطفال
المغامرات