مقطع تحكي القصة أن الفأر كان يعيش سعيدا مع إخوانه الفئران في بيت على شاطئ بحيرة، وكان يعيش على الجهة الأخرى من البحيرة جبلان أحدهما كبير والآخر صغير، وفي إحدى ليالي الشتاء قام الفأر مذعورا على صوت العاصفة تدفع الجبل الصغير نحو بيته، فحاول الفئران النفخ عكس الريح حتى يتغير اتجاهها، ولكن الجبل كان يقترب بسرعة, فنجا الفأر في آخر لحظة، وبعدما هدأت العاصفة ذهب الفأر إلى بيته فوجد الجبل جاثما فوقه، فنادى الفأر الجبل فقال له: إنك تحتل الأرض التي بنيت عليها بيتي، أعد إليّ أرضي! فقال الجبل: لن أرحل عن الأرض لأن أبي الجبل الكبير تزعجه رياح الشرق الساخنة، فأرسلني هنا لأدفعها عنه, فحزن الفأر والتفت إلى الشمس وقال لها: أصبحت لا أملك بيتا فساعديني على استرجاع بيتي، فقالت الشمس: أنا أخرج بالنهار فقط ولا أستطيع أن أقنع الجبل بالرحيل عن أرضك، ثم شكا الفأر للريح والغيم فقالا: أنت على حق، ولكننا نعمل عند الجبل الكبير لأنه أقوى منك، ثم ذهب الفأر إلى البحيرة فقالت له: إنك مسكين وأنا أحب رياح الشرق، ولكنني أخاف جاري الجبل الكبير الذي تزعجه رياح الشرق، فعرفت مملكة الحيوان بمصيبة الفأر فأعطوه بعض الأوراق ليصنع منها سقفا يقيه من المطر، ثم عقد اجتماعاً لجميع الحيوانات، وبدأ الأسد فهدد الجبل بأنيابه الكبيرة، ثم فكر فقال إنه يفضل استخدام أنيابه في اللحوم وليس لتكسير الصخور، فقال الحمار أنا مستعد لرفس الجبل وينهق بوجهه ليرحل، وتتالت الخطب من نباح الكلب، وعواء الثعلب، واختلطت الأصوات ووصل صداها إلى الجبل الصغير الذي بقى في مكانه، وبعد ذلك ذهب الفأر في الليل حتى وصل إلى الجبل الصغير وحفر حفرة صغيرة حتى تؤدي إلى الجبل وذهبت وفود الحيوانات إلى الفأر وهزأوا منه، ولكن الفأر أصر على مواصلة الحفر فسمع الجبل الكبير والصغير قول الفأر وسخروا منه، وسمعت الفئران بمحاولة أخيهم فذهبوا لمساعدته، وبعد عدة أيام جاء النمل والأرانب والنحل والعنزة لمساعدة الفأر، وهكذا تحول باطن الجبل إلى أوكار يعيش فيها الفئران وأصدقاؤها، وأحس الجبل الصغير بالضعف، فنادى على الجبل الكبير، ولكن العاصفة هبت فمنعت صوت الجبل من الوصول، ونادت أمواج البحر الفأر لتعرض عليه أن تقتلع الجبل فشكر الفأر الأمواج لأنه أصبح لديه منازل كثيرة يأوي إليها ولن يستطيع الجبل الكبير اقتلاعها مرة أخرى.
عنوان الكتاب
درويش نصر
محمود فهمي


مساعدة الاخرين - قصص الأطفال
الاعتماد على النفس - قصص الأطفال