مقطع كان في قديم الزمان لأحد التجار الأغنياء ابنتان، البنت الكبرى تدعى "رابعة" وكانت قبيحة المنظر، لا تحب العمل وسريعة الغضب. أما البنت الأخرى فتدعى "ليلى" فكانت جميلة ومؤدبة ونشيطة، وتحب الخياطة كثيرا، كانت تقضي معظم وقتها في غرفتها، تخيط أثوابا جميلة للعبتها. وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة، وهي تجلس قرب الموقد تخيط للعبتها، دق باب المنزل، وإذا برجل عجوز يرتجف من البرد؛ فأدخلته إلى منزلها، وأحضرت له شرابا دافئا، ثم سألته من أين هو؟ فأجابها: إنه أتى من بلاد بعيدة، يحمل على حماره بعض الأشياء، التي يبيعها في القُرى. وبعد أن عرف أنها بنت نشيطة ومُحبّة للخياطة، أحضر لها إبرة صغيرة؛ هديّة لها، ثم ذهب فوضعها مع لوازم الخياطة، وعند عودتها، وجدت أن الرجل العجوز قد غادر، ثم غلبها النعاس، وذهبت للنوم. وفي صباح اليوم التالي، نهضت مسرعة لعملها، فإذا بالإبرة تتحرك لوحدها بسرعة، وتعمل لوحدها؛ فعرفت حينها أن هذه الإبرة سحرية؛ فأصبحت خيّاطة ماهرة، يتحدّث الناس عن سرّها في كل أنحاء المدينة. وفي إحدى الليالي كانت ليلى مستمرة في عملها، فَلَفَتَ انتباهها أن الباب ينفتح بهدوء، وكانت الإبرة تتجه نحو الباب وتقول: لقد أصبحت خيّاطة ماهرة، وصاحبي العجوز قد أتى يريد أن يأخذني إلى بنت أخرى لمساعدتها، واختفت الإبرة وما تزال تنتقل بين البنات.
عنوان الكتاب
جهاد قلعجي


قصص ألف ليلة وليلة للأطفال
العمل - قصص الأطفال
مساعدة الاخرين - قصص الأطفال