مقطع تتحدث القصة عن صياد لديه ثلاث بنات هن (سماء) و(دعاء) و(هناء)، وعندما كانت زوجة الصياد حاملا بـ (هناء) الفتاة الصغيرة رأت مناما؛ شيخا ذا لحية بيضاء، يعطيها فتاة، ويقول: خذي ابنتك (هناء) أميرة المشرق والمغرب. أخبرت الزوجة زوجها بذلك، ولكنه قال لها: إن الأمراء يتزوجون من بنات أميرات. كانت (هناء) تختلف عن أختيها بالجمال والطيبة والذكاء، أما الكبرى فكانت متكبرة ومغرورة، والوسطى كسولة، وكبرت البنات وأصبحت (هناء) محبوبة للجميع وحتى لأهل القرية. وذات يوم اجتمع الصياد مع بناته، وقال: إنهن أصبحن في سن الزواج، ويخشى على (سماء) و(دعاء) لأنهما لا تجيدان أعمال المنزل، ولن يتزوجهن أحد. قالت الكبرى: لن أتزوج إلا من رجل عظيم غني لأهتم بنفسي، وقالت الأخرى الكلام نفسه، ولن تفعل غير الجلوس على الأريكة. حزن الصياد على بناته، وأخذ (هناء) إلى العمل، وكان هناك ملك لديه ابن وحيد اسمه (هاني) ويرغب بتزويجه، ولكن الابن يؤجل ذلك. ولما أراد (هاني) أن يتفقد أحوال الرعية من قرب أخبر أباه أنه سيتنكر بزي رجل فقير؛ ليعرف أحوال الرعية عن قرب، فشجع الملك ابنه الذي قام بالتجول في المدينة، واشتغل كل المهن. وذات يوم اتجه شرقا، ورأى قصرا كبيرا، وسأل الحارس: لمن هذا؟ فقال: لشهبندر التجار. قال: هل أستطيع أن أدخل؟ قال: لا؛ لأن الشهبندر يخاف على ابنته الوحيدة، ويريد معلما لها، وإنه سيعود بعد عشرة أيام. أخذ الفضول قلب الأمير، وأراد أن يصبح معلما لها؛ عسى أن تكون هي الزوجة المنتظرة، وتذكر وذهب وأصبح معلمها، ولكنه اكتشف غرورها وأنانيتها؛ فغادر المنزل، واتجه إلى قرية الصياد وبناته، وسمع (هناء) تطلب من والدها عدم بيع الأسماك التي هي صيدة أمس بنفس سعر الأسماك الطازجة، وأن يخبر الناس أنها غير طازجة. أعجب الأمير بكلامها، وذهب إلى والدها يخبره أنه ضيف على القرية، ويريد أحداً يساعده على الحصول على عمل، وأنه يجيد الصيد؛ فرحب به، وجعله يعمل معه، وأسكنه معهم في المنزل، واقترب وعرف طبع (هناء) وأخواتها، وعاش معهم فترة طويلة ثم طلب من الصياد أن يتزوج ابنته (هناء) فرحب به، ووافقت (هناء) ولكن أختيها سخرتا منها؛ لأنها ستتزوج رجلا فقيرا، وفرحت الأم وقالت: مع أني حلمت أنك ستصبحين ملكة فالله يهنئك. عندها قال الأمير: إنها ستصبح ملكة حقيقية لأني الملك (هاني)، وقال الصياد: هل والدك سيرضى؟ قال: سأذهب إليه لأخبره. أخبر الأمير الملك الذي وافق على زواجهما، وأقيمت الحفلة، وعاشت (هناء) سعيدة، وتغيرت أختيها إلى الأفضل.
عنوان الكتاب
عفاف عبد الباري
شاكر المعداوي


المكتبة الخضراء للأطفال
الأمانة
العمل - قصص الأطفال