مقطع تحكي هذه القصة أنه، في يوم من الأيام، كان أحمد يتجول في السوق وشاهد فلاحاً عملاقاً ضخم القامة وكان يبيع الفاكهة والخضراوات فألقى عليه التحية، فسأله من أي قرية أنت؟ فأجاب من قرية العفية، واشترى بعضاً من الخضراوات وتذوقه بعد غسله جيداً بالماء، وقال ما ألذ طعمه! وتأكد أن بضاعة هذا الفلاح ليست عادية وإنما أيضاً في طعمها اللذيذ، وعزم على الذهاب إلى قرية العفية ليشاهد مزارعها وحقولها ليقع على سر الطعامة اللذيذة ، وأثناء سيره إلى محطة القطار التقى بفلاح عجوز وسأله عن الفاكهة التي اشتراها من الفلاح ، فأجابه العجوز ربما ما شاهده مما يحقنون شجره أو مما يرشونه بمسحوق كيماوي ، كما يحقنون الدجاج أيضا ً بحقن الماء ليبدو منتفخاً، وكان أحمد مصمما على معرفة الحقيقة، وعنده وصوله لاحظ فعلاً أناسها الأصحاء الأقوياء، وعلى بعد مسافة لفت نظره ألواناً براقة تسطع بشدة، كما شاهد أجساماً غريبة تعكس أشعة الشمس، وعند اقترابه أكثر تأكد أن الذي يسطع عُروشٌ من البلاستيك الملون ، ثم سأل فلاحاً واقفاً هناك: لماذا يا عم هذه العروش البلاستيكية الملونة تغطون بها مزروعاتكم؟ فأجاب: هذه العرش الملونة تجعل الخضراوات تنمو نمواً جيداً لأن كل نبات يفضل لوناً يحبه من ألوان الطيف السبعة للشمس ، ثم نبتت في ذهن أحمد أغرب فكرة وهو متجه إلى قريته متحمساً جداً لها وهي فكرة مشروع كبير للعروش الملونة يقيمه مع أصدقائه، وقد كان وشاع من قرى الجنوب غير الجبلية والخضراوات النظيفة الخالية من السموم والفاكهة الطبيعية الحلوة الخالية من المبيدات ومن الكيماويات ، وعرف أن المسألة ليست قاصرة على نوع الأرض وإنما على التصميم القوي والتحدي من أجل التغيير إلى الأحسن والأجمل وأطلق على هذا المشروع اسم ( القرية العفية ).
عنوان الكتاب
السيد هاشم القماحي


مسابقة التأليف للأطفال
الزراعة - قصص الأطفال
الطعام
السلامة*