مقطع تذكر القصة أن أسدا مهابا كان يحكم غابة، وكان له مستشار وصديق لا يفارقه أبدا، وهو ثعلب يدعى (دمنة) وبينما هما يتسامران خار الثور (شتربه) خوارا شديدا في المرج المجاور؛ فخاف الأسد من صوت الخوار، وحاول جاهدا تمالك نفسه، ولاحظ (دمنة) بفطنته خوف الأسد، وعرض عليه أن يذهب ويستطلع الأمر؛ فرحب الأسد بذلك. عاد (دمنة) ووصف الثور للأسد وصفا دقيقا، وطمأنه قائلا: لم أجد للثور قوة تتناسب مع صوته، وإن شئت أحضرته لك خادما مطيعا. وبالفعل ذهب للثور ودعاه لملاقاة الملك ملك الوحوش والسباع؛ فرد الثور على (دمنة): إن أعطيتني الأمان ذهبت معك. أعطاه (دمنة) الأمان، وانطلقا معا للأسد، وبعد لقاء الثور بالأسد أصبحا صديقين، وقرّبه الأسد منه وأصبح مستشاره الخاص وكاتم أسراره؛ فاغتاظ (دمنة) لذلك، وقرر أن يكيد للثور بدهائه؛ فذهب للأسد بعدما تغيب عنه عدة أيام، وقال له: حدّثَني صديقي الصدوق بأن الثور (شتربه) اجتمع سرا بقادة جندك وعازم على قتلك والإنفراد بالملك من بعدك. فقال الأسد: وما أدراني أنه يريد بي شرا؟ فأجابه (دمنة): إن من علامات ذلك أن ترى لونه متغيرا، وتراه يهز قرنية، ويلتفت خوفا من الغضب. وفي نفس الوقت انطلق للقاء (شتربه) وقال له: أنت تعلم أني قد أعطيتك عهدا بالأمان على نفسك، وجئت لأحذرك من الأسد، لقد عزم أن يتغذى بك مع أصدقائه، وعلامة ذلك أنك سترى الأسد حين ستدخل عليه رافعا صدره، مرهفا أذنيه للسمع، مارا يبصر نحوك غاضبا. وهكذا أوغر (دمنة) صدري الصديقين، وما أن دخل الثور على الأسد وتحقق كل منهما من العلامات التي ذكرها (دمنة) حتى وثب كل منهما على صاحبه لقتله، وبالنهاية وثب الأسد على الثور وثبة قوية؛ فقتله، وجلس حزينا على فقد أعز أصدقائه.
عنوان الكتاب
عبد الحميد عبد المقصود


حكايات كليلة ودمنة
الأسد - قصص الأطفال
الثور
الحكمة
الصداقة - قصص الأطفال
الثور - قصص الأطفال