مقطع يحكى أنه كان هناك قرية آمنة تعيش في سلام، وبجانبها غابة، يوجد فيها مخلوق يرهبه الجميع؛ حيث إن الأمهات تحذر بناتهن وأبنائهن قائلات: لا تقربوا الغابة مساء؛ حتى لا يأكلكم الأسد. وذات مساء خرجت "مهر" مع رفيقاتها للنزهة فقالت لها أمها: يا مهر لا تذهبي بعيدا عن الحي. ولكن مهر لم تسمع كلام أمها وظلت في الغابة حتى غروب الشمس؛ فظهر لها الأسد، وأراد أن يأكلها؛ فتوسلت إليه لكن دون جدوى، فأخذها بعيدا حتى عرينه، ثم سد باب العرين بشجرة كبيرة؛ حتى لا تهرب. كان الأسد يذهب كل صباح ليأتي بالأكل والشراب إليه ولمهر، وفي يوم من الأيام ألقت مهر نظرة على ثوبها، فوجدته قد تآكل، وبرز منه فخذها، وأصبحت ضخمة ثقيلة الحجم من أكل اللحم الطري، وشرب اللبن كثيرا، وتظاهرت بالمرض ورفضت أن تأكل؛ فغضب منها الأسد، وقال لها: إنني سوف آكلك إن لم يزد وزنك! فأخذت تبكي وتغني بحزن، حتى سمعها راعي الإبل؛ فأخبر إخوتها؛ فذهبوا لنجدتها وأنقذوها، ورجعت إلى القرية، وحين عاد الأسد ولم يجدها؛ غضب غضبا شديدا، وقرر أن ينتقم. وبعد مرور عدة أشهر أقبل فارس شجاع ملثّم إلى القرية، وقام بخطبة مهر، فوافق الجميع ما عدا مهر؛ التي كانت تشك في هذا الفارس الغريب، وحين انصرف الزوجان، أخذ الفارس ينزع لثامه، وينفخ كبده، ويكشر عن أنيابه، وكانت المفاجأة التي أخرست مهرة ... إنه الأسد ! فقام أحد إخوتها بقتله.
عنوان الكتاب
بنت البراءات
حسن السعدي


جائزة الشيخة فاطمة بنت هزاع لقصة الطفل العربي
الأسد - قصص الأطفال