مقطع سارع الأطفال للعب في ساحة القرية ، كانت الشمس الصفراء اللون تتراقص في السماء والأطفال يلاحقونها بطياراتهم الورقية الملونة. نظر الأطفال بإعجاب إلى طيارة محمد وسألوه: من أين لك هذه الطيارة الجميلة ؟ قال محمد بغرور وهو يصادم بطيارته القوية طيارات الأطفال الورقية : أبي اشتراها لي من المدينة، وسألت طفلة صغيرة: هل تسمح لنا أن نجرب هذه الطيارة قال طفل آخر: دعنا نطيرها ، وقال طفل ثالث: نحن أصدقاؤك يا محمد ، رد محمد وهو يتأفف : كلا ، هذه الطيارة لي ، ولن اسمح لكم حتى بلمسها. أحس الأطفال بالضيق من هذا التصرف ، لكنهم سكتوا وواصلوا اللعب . في اليوم الثاني ، اجتمع الأطفال في ساحة المدينة ، وأخرج محمد من حقيبته قصة للأطفال ذات ألوان جميلة ، وأخذ يقرأها بمفرده ، فقال له أصدقاؤه ـ وهم ينظرون إلى الكتاب الملون باهتمام ـ : دعنا نقرأ معك هذه القصة ، رد محمد بغضب وهو يخبئ الكتاب في حقيبته : كلا، هذا كتابي وسأراه وحدي. سكت الأطفال وهم ينظرون إلى بعضهم بعضاً متعجبين من هذه التصرفات . وفي الطريق ناقش الأطفال أخلاق محمد، وعاداته السيئة فقالوا: إنه لا يهتم بأصدقائه ويريد كل شيء لنفسه. وفي أحد الأيام ، كان الأطفال يلعبون ، فأخرج محمد بعض الحلوى من جيبه وأخذ يأكلها بمفرده ، دون أن يعطي أصحابه ؛ فغضب منه أصدقاؤه ؛ فلابد للصديق أن يشرك الآخرين في كتبه وألعابه ؛ فرد محمد بضيق : أنا حر في تصرفاتي ، وهذه الأشياء لي ، ولا أريد مشاركة الآخرين فيها . لم يعرف محمد ـ وهو يقول هذا الكلام ـ أن الإنسان لا يستطيع العيش دون أصدقاء. أصبح محمد وحيداً ، ولم تعد تفيده ألعابه ولا حلوياته ولا كتبه ، بعد أن خاصمه الأطفال والشمس والعصافير والنهر والشجر.
عنوان الكتاب
إبراهيم بشمي
يوسف القصير


واقعي
الصداقة - قصص الأطفال