مقطع منذ قديم الزمان كان لون البطريق شديد البياض كلون الثلج، ولذلك لم يكن ليتعرف عليه صديقه الطائر الخرشنة إلا إذا فتح عينيه أو فمه ليتكلم، ولأن الصديقان تعوّدا على الجلوس والاستماع لمغامرة الطائر في رحلاته، فقد اقترح طائر الخرشنة للبطريق بنصيحةٍ حتى يستطيع تمييزه من بين الثلج الأبيض. فأخبره أنه في البلادة الحارة يستلقي الأفراد تحت الشمس ليصبغوا بلون أسمر، فلو جلست تحت الشمس وتقلبت بين الحين والآخر سيصبح لونك أسمر، ولكن عليك أن تضبط الساعة لتنتبه وتتقلب ليصبح لونك متشابه في كل الجهات. فعل البطريق كما نصحه صديقه الخرشنة، ولكنه نسي أن يضبط المنبه ونام على معدته طوال اليوم، واليوم في القطب الشمالي يدوم ستة شهور. وبدأ لونه يتغير من حرارة الشمس، ويشتد سواداً يوماً بعد يوم إلى أن احترق وأصبح ظهر البطريق ورأسه أسوداً. عند استيقاظه غطس البطريق في الماء ليقلل من الحروق والسواد ولكن دون جدوى. وعند عودة الطائر من رحلته بحث عن صديقه البطريق ولكن لم يجده، بحث وبحث إلى أن تعرف على البطريق الذي صبغ بلون أسود. أخبر البطريق صديقه بما حدث، وضحك الإثنان ولكن لم ينس البطريق بعد ذلك اليوم أن يضبط منبه الساعة، منذ ذلك اليوم بات لون البطريق أسود وأبيض.
عنوان الكتاب
أوزترك أولو
رزان حسن
أوزترك أولو


واقعي
الصداقة
الوقت
الصداقة - قصص الأطفال