مقطع تحكي هذه القصة أن الجدة حكت أن عصفورا وأرنبا وضفدعة اجتمعوا في ناحية الغابة وتعاهدوا على العمل معا والتعاون في تنظيم الحياة، فاتفقوا على أن يتولى العصفور إحضار الطعام لقدرته على الطيران، وكانت الضفدعة تحضر الماء اللازم للشرب والتنظيف لاستطاعتها جلب ما يحتاجون إليه من مياه، ويبقى على الأرنب تنظيف المكان وترتيبه وإعداد وسائل الراحة فيه، وهكذا انتظمت حياة الثلاثة حتى حسدهم جميع الجيران. وكان من بين الجيران غراب شقي أحس بنار الحسد لنجاح هذه المخلوقات الطيبة، وأراد أن يفسد عليها معيشتها، فانفرد الغراب بالعصفور وقال له: كيف تصاحب هذين المخلوقين وهما ليسا من جنسك، فأنت عصفور تمتاز بالطيران واللطف، مع هذا تكدح من أجلهما وهما مستريحان، فاقتنع العصفور بكلام الغراب وترك صديقيه، ثم مضى الغراب إلى الضفدعة وقال لها: ما أشقاك! فأنت تكدين طوال اليوم في جلب الماء لهذين المخلوقين وهما مرتاحان فاقتنعت الضفدعة وقررت الانفصال عن المجموعة، ثم انطلق الغراب إلى الأرنب فقال له: أنت سجين البيت تتعب في تنظيفه ورفيقاك مرتاحان فاستاء الأرنب وقال للغراب: ماذا أعمل لأرتاح؟ قال: اتركهما ترتح. وبعد مدة من الزمن جمعتهم الصدفة فأخذ بعضهم ينظر إلى بعض بشيء من الكراهية، وكل واحد يقول إنه مظلوم، وانتبه الثلاثة إلى أن الكلام متشابه ففهم الجميع أنها مؤامرة الغراب الذي أراد أن يفرق بينهم بسبب الحسد، فتصالحوا وعاد كل منهم إلى عمله فصفت حياتهم كلها وعاشوا في هناء.
عنوان الكتاب
شوقي أبو خليل


حكايات من التراث
الصداقة