مقطع تذكر القصة أنه كان هناك زهرة زرقاء جميلة، وكانت هذه الزهرة حزينة لأن هناك من يحفر الأرض، وينتزع جذورها، فطلبت المساعدة من الشجرة الكبيرة، فانزعجت الشجرة، وقالت للزهرة ثبتي جذورك في الأرض مثلي ولا تخافي؛ لأن الزهرة الزرقاء كانت تخاف من أن الدودة تفصلها عن أرضها ولكن الشجرة الكبيرة لم تعمل لها شيء. بدأت الزهرة بالبكاء؛ فتجمعت حولها الأعشاب وسألتها: لماذا تبكين؟ ولكن الزهرة لم تتكلم لأنها تعرف أن الأعشاب لا تستطيع مساعدتها؛ فأتت الفراشة ورأت ما يحدث، وذهبت تحلق بالهواء الطلق بعدما سألتها عن سبب حزنها وبكائها ولكن الزهرة لم ترد. رأى العصفور الأسمر الصغير الفراشة تطير؛ فبدأ يلحقها ليعرف سبب طيرانها، وسألها وأجابت الفراشة أنها ذاهبة لبيت القُبّرة الحكيمة لكي تخبرها عن سبب حزن الزهرة الزرقاء، ثم بدأ العصفور يزقزق حتى تجمعت الطيور وتبعتهم حتى رأتهم الحمامة فراحت تحلق معهم، وسألت العصفور عن سبب تجمعهم فأخبرها. سمعت الأرانب ما قاله العصفور للحمامة؛ فأسرعت معهم، حتى رأتهم القبرة الحكيمة وقالوا لها: إن الزهرة حزينة.. فسألتهم: هل كانت مأكولة، أو آذتها شوكة معدية، أو عطشانة، أو آذتها شمس أو ريح؛ فقالوا: لا. فقالت: الوحيد الذي يعرف السبب هو الفلاح. وكان الفلاح آنذاك يُعاين الزهور، وعندما رأى الديدان تأكل الزهرة الزرقاء طلب من ابنه أن يحضر قاتل الحشرات؛ فلامت العصافير نفسها لأنها لم تلتقط الديدان بمناقيرها وتنقذها. وبالنهاية فرحت الزهرة الزرقاء الجميلة لأن الفلاح قضى على الديدان.
عنوان الكتاب
عبد الرزاق المطلبي
عبد الشافي سيد


مكتبة الطفل
الصداقة