مقطع تتحدث القصة عن علاقة الصداقة التي جمعت بين الجدي والحمل والعجل؛ فصاروا كالأخوة لا يفترقون أبدا. وذات يوم نظر الجدي إلى الجبل البعيد، وقال: هل رأيتما الشمس وهي تختفي خلف ذلك الجبل؟ فقال العجل والحمل: لقد رأيناها. فقال الجدي: لماذا لا ننطلق حتى نرى أين تختفي الشمس ليلا؟ انطلق الأصدقاء في طريقهم إلى الجبل؛ فاعترضت طريقهم قناة صغيرة، قفز الجدي والحمل إلى الضفة الأخرى، أما العجل فقد فشل في عبور القناة، وأنقذوه من الغرق؛ فقال العجل: لقد أنقذتما حياتي، ويسعدني أن أحملكما على ظهري بقية الطريق إلى الجبل. عثر الأصدقاء على كيس كبير به فرو نمر، وفرو دب، وفرو ذئب، وفرو ثعلب؛ ففروا بها وحملوها معهم وواصلوا سيرهم، وعندما رأوا كوخا أطلّوا على باب الكوخ فرأوا شيئا أثار الفزع في قلوبهم، لقد كان النمر والدب والذئب وأمامهم مائدة عامرة، بينما جلس الثعلب في وسط الخيمة يعزف الربابة. عندها أدرك الأصدقاء الثلاثة أنهم وقعوا في ورطة، وأن النمر والدب والذئب والثعلب سرّوا بهذا الصيد الثمين. شعر الأصدقاء الثلاثة بالخطر يحيط بهم، ولكنهم لا يستطيعون الفرار؛ فجلسوا قريبا من الباب فأراد الثعلب أن يسخر منهم؛ فقدم لهم الربابة وقال هلا تفضلتم بالعزف؛ فأخذ الجدي الربابة وقال: نحن الصيادون الثلاثة، النمر الأرقط لا نخافه، وهذا الدب الضخم لا نخافه، والذئب لا نخافه، والثعلب المكار لا نخافه، وحتى الأسد لا نخافه. سمعت الوحوش الأربعة هذه الأغنية فأصيبت بالدهشة، وصاح النمر خائفا: من تكونون أيها الضيوف الكرام؟ فرد الأصدقاء الثلاثة في نفس واحد: نحن صيادو الوحوش الأغبياء أمثالكم. فقال الدب: هل أنتم حقا صيادون؟ فأراه الجدي جلود الحيوانات التي معهم قائلا: هذه جلود آخر حيوانات صدناها، وكنا نقصد السوق لبيعها بعد أن سلخناها؛ فشعرت الوحوش بالفزع وفرت إلى خارج الكوخ، أما الأصدقاء الثلاثة فقد ماتوا من كثرة الضحك مما رأواه ولم يصدقوا أنهم نجوا من الموت، وبعد أن أكلوا غادروا الكوخ إلى البيت.
عنوان الكتاب
عبد الحميد عبد المقصود


دنيا الأطفال
الصداقة - قصص الأطفال