مقطع يحكى أن علجوما كان يعيش قرب غدير مليء بالسمك، وكان سعيدا مطمئنا بحياته، وعندما كبر أصبح عاجزا عن الصيد؛ فأصابه الحزن والجوع الشديد، وأخذ يفكر بطريقة يؤمن له عيشه، فمر عليه سرطان، ولما رأى حالته أشفق عليه، ثم سأله عن سبب حزنه؛ فأخبر العلجوم بأمره، وما فيه من يأس، ثم أخبره أن ما يزيد من بؤسه وشقائه أن هناك صيادون يريدون أن يصطادوا كل ما في هذا الغدير. ذهب السرطان إلى الأسماك، وأخبرها بالأمر؛ فخافت وذهبت إلى العلجوم لكي ينصحها ويخبرها ماذا ستفعل فاقترح العلجوم أن يلجأوا إلى مكان آمن، وقال إنه يستطيع أن يحمل سمكتين كل يوم إلى مكان آمن يعرفه؛ فوافقت الأسماك. أخذ العلجوم يأخذ كل يوم سمكتين، ويذهب بهما ولكن ليأكلهمت. وفي يوم مر السرطان، وقال له إنه هو أيضا يريد أن يذهب مع أصدقائه الأسماك، فأمسك العلجوم بالسرطان، وطار به، وعندما اقترب من المكان رأى السرطان بقايا أسماك فعرف أن العلجوم كان يخدعه طوال الوقت، وأنه سيأكله كما أكل الأسماك؛ ففكر السرطان بطريقة لكي يخلص نفسه، فأمسك بعنق العلجوم حتى سقط العلجوم ميتا، وذهب السرطان لكي يخبر بقية الأسماك بخداع العلجوم.
عنوان الكتاب
عبد الله ابن المقفع


ذخائر العرب (عن كليلة ودمنة)
الصداقة - قصص الأطفال