مقطع تحكي هذه القصة أنه كانت تعيش في إحدى الجزر ثلاث ريشات، الكبرى لونها أبيض، والوسطى حمراء، والصغرى سوداء، تعاهدن على الحب والتعاون والأخوة والتضحية، وكن يتشاورن في كل ما ينوين فعله، وفي يوم من الأيام الهادئة ذات النسيم العليل، فجأة - ومن دون سابق إنذار- هبت ريحٌ عاصفة دمرت المكان وحملت الريشتين البيضاء والحمراء إلى مكانٍ بعيد وبقيت الريشة السوداء لوحدها تصارع الرياح. وما أن هدأت العاصفة حتى صارت الريشتان الحمراء والبيضاء يداوين جراحهن وتحمدان الله على بقائهما ، إلا أنهما متألمتان لفقدان الريشة السوداء والابتعاد عن الوطن ، وأكثر من تأثرت بهذا الوضع وذرفت دموعا كثيرة هي الريشة البيضاء حتى تمكن الحزن من عافيتها ، ولكن الريشة الحمراء بحكمتها ورأيها السديد نصحتها بالصبر ومواجهة الواقع وشدت من أزرها وأخذت بيدها تشجعها وتعطيها الأمل في العثور على السوداء والعودة لأحضان الوطن ، لكن في الوقت نفسه لم تكن الريشة السوداء يائسة من العثور على صديقاتها فظلت تبحث وتبحث ولكن دون فائدة ، إلى أن طرق الحظ باب الريشتين التائهتين وأعاد إليها الأمل في العودة للوطن وليلتم شملهن مرة أخرى عن طريق إرسال إلى صديقتهن مع سرب الطيور المهاجرة الذي سيمر في بلدهن ليبلغوها بالشوق والحنين للأهل والوطن وبالأسباب والمخاطر التي تمنعهن من العودة . تلقت الريشة السوداء الرسالة وأخذت تقفز من الفرحة، وانتظرت رجوع صديقاتها بفارغ الصبر، إلى أن وجدت الريشتان وسيلة الرجوع وهي سفينة مبحرة باتجاه الوطن قد تعلقتا بها وعادتا إلى أحضان الوطن وإلى صديقتهما التي تبادلهما الشوق والحنين، فالتقت الريشات الثلاث ببعضهن وذرفنَ دموع الفرح.
عنوان الكتاب
قيروان صباح الهويدي
عماد صقر


قصص الأطفال (مكتب الشهيد)
حب الوطن
الصداقة - قصص الأطفال