مقطع تحكي هذه القصة أنه كانت هناك بومة تقول إن لا أحد يحبها، وأنها ليست جميلة وصوتها ليس كتغريد الطيور، لكن هذا ليس ذنبها، وإنها تجوب الغابة وحدها تنادي تنادي ولا من مجيب، وتمنت لو أن أحدا يزورها. وفي ليلة من الليالي لاحظت البومة شيئا غريبا في السماء، لا يكون في مثل هذا الوقت من السنة، فهبت مذعورة تصرخ في كل اتجاه تقول: أيها الطيور، قوموا من سباتكم، الريح تطاردكم، اهربوا إلى الجبل القريب، هناك عاصفة آتيه. وراحت البومة تصرخ وتصرخ حتى أيقظت كل الطيور وفرّت هاربة. وفي الصباح عادت الطيور من مخبئها، فشاهدت ما تركت الريح من خراب، ذهبت الطيور إلى البومة ممتنة وشاكرة ومعترفة لها بالجميل، وقالوا لها: اطلبي منا ما تشائين. قالت: أنا قمت بواجبي. ثم قالت بصوت منخفض: هل تقبلون صداقتي؟ أنا أحبكم جميعا، شكلي وصوتي لا يدلان على قلبي. فاستغربوا الطيور من كلام البومة، وأخبروها بأنهم يحبونها وليس لشكلها أو صوتها علاقة بصداقتها وأفهموها بأن كل ما في الأمر أنها تنام في النهار وتصحو في الليل، وهم ينامون ليلا ويصحون نهارا. فعرفت البومة وضحكت الطيور وقالت: شكرا للعاصفة التي مكنتنا من إزالة سوء الفهم فيما بيننا. وعاشت الطيور مع البومة في صداقة دائمة.
عنوان الكتاب
طارق أحمد البكري
إياد عيساوي


قصص الحيوان
الجمال
البومة - قصص الأطفال
الحكمة