مقطع تحكي هذه القصة أنّ القلم وقف أمام لوحته وفي يده ألوانه وفرشاته، لم يجد في عقله فكرة ليرسمها، ثم تخيل أشياء في عقله وأغمض عينيه فرأى مجموعة عصافير صغيرة وملونة فوق غصن شجرة الرمان الممتلئة بالزهور، فرسم القلم ما تخيله، فرقصت العصافير ورفرفت حول شجرة الرمان ثم طارت بعيدا. مازال القلم يقف أمام لوحته وفي يده ألوانه وفرشاته، فرأى في خياله عصفورا مختلفا عن العصافير التي تخيلها فأغمض عينيه ليراه جيدا، ثم رآه بشكل واضح ففتح عينيه ورسم ما رآه في خياله، وبدأ شكل العصفور يتضح أكبر حجما من العصافير التي رسمها، ريشه طويل وألوانه مختلفة. توقف القلم عن الرسم وهو ينظر إلى العصفور، أعجبه حجمه وألوانه، ورسم ذيلا طويلا بألوانه الزاهية فرفرف العصفور على الشجرة. فرح القلم وقال: كأنه عصفور من الجنة وسأسميه عصفور الجنة. رفرف العصفور حول الشجرة وهو يغني، ثم اشتبك ذيله الطويل بفروع الشجرة فتوقف عن الرفرفة بأجنحته وتوقف عن الغناء، كاد ذيله الطويل ينخلع منه، فوقف حزينا يبكي على فقدان حريته. مر طفل صغير أعجبته الأزهار التي في الشجرة ووقف ينظر إليها ثم دار حول الشجرة فرأى العصفور وقال: هذا أجمل ما رأيت، فنطر إلى ذيله وأعجبه ريشه الطويل وألوانه الجميلة فاكتشف أن ذيله الطويل مشتبك بفروع الشجرة فساعد الطفل العصفور وخلصه من حزنه، فطار العصفور بعيدا عن الشجرة وهو يغني، وشكر العصفور الطفل وصارا صديقين وغنيا ولعبا معا. ثم جاء القلم ورأى العصفور، أدرك الطفل أن القلم هو صاحب العصفور وقال له: هل أستطيع أن آخذه معي إلى البيت؟ فقال القلم: أين سيبيت في بيتك؟ فأجاب: بأنه سيشتري له قفصا كبيرا ليعيش فيه. غضب العصفور وطار بعيدا فقال القلم للطفل: هل تعرف لماذا فقدته؟ لأنك أردت أن تحبس حريته وتحتفظ به لنفسك.
عنوان الكتاب
شهاب سلطان
محسن رفعت


رمزي
قلم الحكايات
الخيال
الحرية
الجمال