مقطع تحكي هذه القصة أنّ الشتاء أقبل وهبت العواصف وصرخت صغار السناجب مستنجدة بأبيها، حيث أوشكت الشجرة التي يسكنونها أن تهوي إلى الأرض فأتى أبو السناجب الشيخ "قنزعة" وهدأ أولاده الثلاثة "اللامع" و"الساطع" و"البراق" وسكن معهم وأخبرهم أن العاصفة على شدتها لا تلبث وقتا طويلا، ثم خفت العاصفة شيئا فشيئا واطمأنت السناجب على زادها، وبعد أن اشتد البرد بالسناجب قرر قنزعة الذي يتصف ببعد النظر وتقدير عواقب الأمور إقفال باب الجحر حتى يتدفأوا، واقترب من بنيه وطلب منهم أن يناموا آمنين، لكن البراق عجز عن النوم حيث غلبه الشوق إلى الوثب بين الغصون فرقّ قنزعة لحاله وأخذ يغني له نشيد النوم الذي تلقّنه أمهات السناجب لأولادهن استجلابا للنوم والراحة حتى ذهبوا في سبات عميق. لم تنم السناجب طويلا حيث استيقظت على صوت أذعرهم ولكنهم اكتشفوا أن هذا الصوت هو صوت ابنة عمهم الفأرة "أرشاد" التي اعتذرت لإزعاجهم، وفي نفس الوقت هنأت قنزعة بمسكنه وأخبرته كيف أنها وجدت منزله بالصدفة، وذلك بعد أن هربت من منزلها الذي أسقطته الرياح ولم يكن لها مكان تأوي إليه، حيث إن أسرتها اعتزمت أن تقضي فصل الشتاء في المساكن الأهلية فرحّب قنزعة بها وأخلى لها مكانا في عشه.
عنوان الكتاب
كامل كيلاني


قصص علمية
حب الأبناء