مقطع حكاية ممتعة تدور أحداثها حول فتاة كانت غاية في الجمال اسمها فاطمة، وكان أبوها حطابا . وفي يوم من الأيام ـ وهي في طريقها إلى السوق ـ فوجئت بابن الأمير على حصان أبيض يسأل عن بيت جارتهم الماشطة ، فدلته عليه ، وعندما شاهد ابن الأمير جمالها أراد أن يتحدث معها، ففرت من أمامه ، وراح يلاحقها ، فلما أحست أنها تخلصت منه رجعت إلى بيتها ، لكن أبن الأمير ظل مختبئاً ، حتى عرف بيتها . وفي اليوم الثاني ذهب ابن الأمير إلى بيت الماشطة وقد سيطر على قلبه جمال ابنه الحطاب ، وقال للماشطة: أريد مشاهدة ابنة جاركم الحطاب، اذهبي واستدعيها ؛ فاعتذرت منه وقالت إنها ليست كغيرها من الفتيات اللعوبات ، ولا أستطيع دعوتها إلى منزلي ؛ غضب الأمير منها وهددها بالقتل فخافت وقالت : سوف أفكر في طريقة ..سأدعوها لزيارتي في بيتي ، وبالفعل ذهبت إليها في صباح اليوم التالي ، وطلبت مساعدتها في تمشيط شعرها ووضع الحناء عليه ؛ فوافقت فاطمة . وحين عم المساء ذهبت إلى بيت الماشطة وتفاجأت بوجود ابن الأمير عندها ؛ ففرت هاربة ، ومن شدة غضبه توعدها بالقتل حين يراها المرة القادمة . مرت الشهور والأمير لم يجد أثراً لفاطمة وأبيها؛ فحزن عليها وعرف بأنه يحبها حباً جماً ، وأنها تستحق أن تكون زوجة له ؛ فقرر أن يبحث عنها حتى وجدها، وفرح كثيراً بالعثور عليها ، وطلب من أمه أن تخطبها له من أبيها ؛ فوافق أبوها على الزواج وحددوا موعد الزفاف ، وظلت فاطمة تفكر بتهديد ابن الأمير لها بالقتل ، خاصة بعدما أقسم على ذلك عندما يشاهدها ؛ فطلبت من خادمتها أن تحضر لها قربة ملأتها بصبغ لونه أحمر ، وأمرت الخدم أن يحفروا في غرفة نومه حفرتين صغيرتين ففعلوا ما أمرتهم به ، فأخذت فاطمة القربة وألبستها فستاناً جميلاً وجواهر ، ثم ألبستها العباءة . وعند الزفاف دخل ابن الأمير على عروسه ؛ فوجد امرأة جالسة ، وقد تغطيت بالعباءة فقال لها : أيا ابنة الحطاب تضحكين علي وتسخرين مني ! أنا اليوم ـ رغم أني أحبك ـ سوف أقتلك ؛ فسل سيفه وطعنها وفر هاربا كأنه مجنون. وذهب لوالدته وهو يصرخ قائلاً: قتلت زوجتي...قتلت زوجتي التي أحب ! لم تصدقه أمه وذهبت للتأكد بنفسها ، وعند دخولها إلى منزل ابنها وجدت فاطمة بأجمل حلة وقد استقبلتها استقبالا حارا ، وسألت الأم فاطمة: هل أنت بخير يا ابنتي؟ فردت فاطمة: نعم أنا بخير، فعادت الأم أدراجها ؛ لتخبره بأن زوجته في منزلها بأحسن وأجمل حال ؛ فلم يصدق حينها وقد اعتراه الندم والحزن ، لكن سرعان ما تبدل الحزن فرحا ؛ لأنها ما زالت حية ترزق، فقال لها: ألم أقتلك بالأمس؟ ردت عليه فاطمة وهي تضحك: بالأمس نفذت وعدك بقتلي ، واليوم أنا حية وملك لك؛ فاعتذر إليها ، وطلب أن تصفح عنه ؛ فسامحته وعاشا في تبات ونبات .
عنوان الكتاب
إبراهيم بشمي


ماذا يقرأ أطفال العالم؟
المكر
الذكاء*