مقطع تحكي هذه القصة أنه كان هناك حيوانات كثيرة تعيش في غابة كثيرة الخيرات تنعم بالحياة الوفيرة من مياه وعشب وثمرات، لكن كانت لا تنعم براحة البال، إذ كان يوجد فهد مفترس ظالم جائر، وجمع حوله عصابة قوية لا ترى حيواناً إلا تفتك به. وفى يوم اجتمعت الحيوانات جميعاً واتفقوا على رأي، بعد تشاور مكثف بينهم، أن يرسلوا لهم يومياً حيواناً واحداً للغذاء، على أن يتم ذلك بينهم بنظام القرعة يوميا بدلاً من أكلهم كلهم، فتوجهوا إلى قصر الفهد وعرضوا عليه ما اتفقوا عليه حتى يأمنوا من الخوف والفزع، فوافق الفهد. وكل يوم يقترع الحيوانات حتى يبعثوا له حيوانا ليأكله في الغداء، وجاء الدور على الأيل الذي فكر كثيراً، وقال للحيوانات أنا لدى حيلة للخلاص منه. انطلق الأيل في نفس الموعد وأخذ يتباطأ في مشيه، ومر وقت الغذاء للفهد، والفهد يشتد غيظه من شدة الجوع حتى وصل الأيل إليه، وقال له الفهد في غضب لماذا تأخرت وأين الحيوان؟ فقال له: يا سيدي - أنا مثلما كل يوم - جئت بحيوان لغدائك، ولكن قابلني فهد وأخذه منى وهددني بقتلى لوقلت لك، يا فهد هو لم يحترمك وتجرأ عليك، فقال في غضب أرني مكانه، وفعلاً ذهبوا إلى بئر مياه صافية، فنظر الفهد فوجد صورة فهد وصورة الأيل، فظن أنه فعلاً، ولم يعرف أن صورته هي التي في البئر، وارتمى ليأكل الفهد كما يخيل إليه، ولكنه وقع في شر عمله، فأخذ يصرخ وهو يغرق ويقول الغوث الغوث، ووقفت جميع الحيوانات حوله تنظر إليه، وقالت في خاطر نفسها إنه لم يرحمنا فنحن لن نفعل له شيئا. فأخذت الحيوانات ترقص وتغني وتلهو وتفرح، وعاشوا في هدوء وسكينة..
عنوان الكتاب
فاتن محمد خليل اللبون
مفيد الأشقر


روت لي غابتي
الذكاء*