مقطع تتحدث القصة عن ملك عادل يحب شعبه، ويسهر على راحتهم، وقد كانوا يعيشون في سعادة وسلام، وكان له زوجة طيبة تساعده في تدبير شؤون المملكة، وقد رزقهما الله طفلة جميلة، ولكنه شاء أن تموت الملكة قبل أن تتم الأميرة الصغيرة ثماني سنوات؛ فحزن الملك وابنته أشد الحزن، وازداد اهتمام الملك بشؤون الدولة، وتضاعفت عنايته بتربية ابنته أحسن تربية؛ فكانت جميلة رقيقة، مهذبة ومتواضعة تحب الناس كلهم ويحبها الناس أجمعون. كان القصر قريبا من غابة واسعة، وكانت الطفلة تذهب إليها لتلعب مع الحيوانات والطيور، وإذا تعبت من الجري كانت تجلس بجوار شجرة كبيرة تظلل أغصانها مساحة واسعة، وكان بجوار هذه الشجرة بئر عميق جدا. ولم تكن تخاف الأميرة من شيء في الغابة سوى البئر العميقة، وقد حاولت أكثر من مرة أن ترى قرارها فلم تستطع؛ لأنها عميقة حالكة الظلام، وكان لها كرة من الذهب تلعب بها، وتقذفها في كل مكان، وفي يوم ما سقطت الكرة في البئر، فحزنت الأميرة وامتلأت عيناها بالدموع، وأخذت تبكي، وفجأة سمعت صوتا مخيفا يسألها عن الذي أصابها؛ فالتفتت إلى ناحية الصوت، فرأت ضفدعا مخيفا وقبيح المنظر؛ فحاولت الهرب منه، لكنه لحق بها حتى أخبرته أن كرتها سقطت في البئر؛ فأخبرها أنه سوف يعيدها لها، ففرحت وأخبرته أنها سوف تكافئه بالجواهر واللآلئ؛ فرد عليها بأنه لا يريد لأن البئر مليء باللآلئ والجواهر، ولكنه يريد منها أن تكون صديقته، وتلعب معه، وأن يأكل على مائدتها، ومن صحنها، وأن ينام بحجرتها، وإذا وعدته بذلك سوف يحضر لها كرتها. فكرت وقالت في نفسها إنها سوف تعد هذا الأبله لكي يعيد لها كرتها، ولكنها لن تنفذ وعدها؛ فغطس في البئر وأخرج كرتها، فأخذتها، وجرت ناحية القصر، فجرى خلفها الضفدع لكنه لم يلحق بها، فتعب وأخذ يبكي. وفي الصباح جمع لها باقة من الأزهار الجميلة، وذهب إلى القصر، وعندما وصل عند البوابة طلب مقابلة الأميرة فمنعوه من ذلك فصرخ عليهم، وعندها أرسل الحارس رجلا ليخبر الأميرة أن الضفدع يريد مقابلتها فأخبرته أنها سوف تقابله بعد الغداء، وبدأ يصعد الضفدع إلى أن وصل إلى باب حجرة المائدة؛ فطرق الباب وطلب منها أن تسمح له بالدخول، فأحست بخوف شديد، وعندها سألها والدها عن القصة؛ فأخبرته بها؛ فحزن والدها لأنها لم تفِ بوعدها. وبعد ذلك أدخلته وجعلته يأكل من صحنها، وطلب الضفدع أن تأخذه الأميرة إلى غرفتها لكي يستريح فذهبت به إلى غرفتها فصعدت إلى السرير والضفدع المسكين يحاول أن يقفز إلى سطح السرير لكنه لا يستطيع وأخذ يعاتبها ويذكرها بوعدها؛ فأخذت تجري في جميع أنحاء القصر، والضفدع يجري خلفها، فعادت مرة أخرى إلى غرفتها ولعبت مع قطتها وكلبها، والضفدع المسكين متعب ويطلب منها أن تحمله إلى السرير لكي يستريح؛ فغضبت منه، ورمت به على المرآة، وأصيب الضفدع، وأخذ ينزف. أشفقت الفتاة عليه، واتجهت نحوه، وحملته وأخبرته أنها تحبه، وطلبت منه أن يسامحها، وفجأة رأت الأميرة الضفدع القبيح يتحول إلى شاب جميل؛ ففزعت وطلب منها ألا تخاف وأخبرها أنه كان ملكا، وكانت له عمة ساحرة أرادت أن تزوجه ابنتها، وعندما رفض حولته إلى ضفدع، وقالت له إنه لن يعود إلى شكله الطبيعي إلا بعد أن تحتقره أميرة جميلة وتكرهه، ثم تعطف وتشفق عليه، وهذه هي أنت. طلب الشاب منها أن يذهب إلى أبيها ليخبره بالقصة، وعندما دخل اندهش الملك من رؤية الشاب؛ فتقدم نحوه وأخبره بالقصة؛ فقال له: أنت ابني الآن. وبعد مضي الأيام استأذن من الملك لكي يخرج الكنوز الموجودة في البئر ليجهز بها جيشا ويستعيد به ملكه؛ فوافقه الملك، وذهبوا وأخرجوا الكنوز، وجهزوا جيشا اتجه به إلى مملكته، وما إن وصل الشاب إلى قصره حتى أصاب الساحرة الجنون؛ فاتجهت إلى سطح القصر، وألقت بنفسها. وبذلك عاد إليه ملكه، وبعدها طلب يد الأميرة، ووافقت وتزوجها وعاشا في سعادة وهناء وأمن وسلام.
عنوان الكتاب
عبد الله الكبير


المكتبة الخضراء للأطفال
الأخلاق