مقطع تذكر القصة أن حاكما عادلا لبلاد غنية كان لديه أحد عشر ابنا، وابنة واحدة تُدعى (إليز)، وقد أنعم الله تعالى عليهم بجميع أسباب السعادة، إلى أن شاء الله ووضع حدا لتك السعادة يوم دخلت زوجة أبيهم الشريرة للقصر؛ فقد أرسلت العزيزة (إليز) إلى الكوخ المنعزل بالغابة، كما دبرت مكيدة للأمراء وحولتهم بواسطة سحرها إلى إحدى عشرة إوزة برية، وبدأت بذلك رحلة الشقاء والكفاح. لما عادت (إليز) إلى القصر، عندما أتمت عامها الخامس عشر، أوغرت الزوجة قلب أبيها الملك عليها، لم تتحمل ذلك (إليز) فخرجت مسرعة إلى الغابة، وعندما بدأت العزيزة تبحث عن إخوتها بكل شجاعة وعزم حتى وجدتهم، وعرفت بأن تحت مفعول السحر الذي يزول ليلا فيتحولوا إلى أمراء ثم يعودون لصورة الإوز نهارا. لم تطق (إليز) فراقهم، ولم يأمن الأمراء أن يتركوها وحدها؛ فصنعوا لها شبكة حتى تتمكن من السفر معهم، وعندما وصلوا إلى الأرض التي أرادوها سكنوا في كهف مهجور قريب من الشاطئ، وليلتها أخذت (إليز) بالبكاء ودعاء لله تعالى حتى يدلها على وسيلة تخلص بها إخوتها من السحر، حتى نامت. حلمت (إليز) تلك الليلة بالجنية الطيبة (مرجانة) والتي أخبرتها بأنها تستطيع أن تخلص أخوتها من السحر، وذلك بأن تقوم بصنع أحد عشر قميصا طويل الأكمام من الشوك الذي ينمو في الكهوف المهجورة والمقابر، وعليها بأن تصوم عن الكلام منذ لحظة البدء بحياكة القمصان حتى انتهائها منها، وإن كل كلمة ستنطق بها (إليز) ستتحول إلى خنجر بقلب إخوتها. قامت (إليز) من النوم مفزوعة، وأخذت تبحث عن الشوك، ووجدته، وبدأت تقطف الشوك وتحيكه ولم تتكلم حتى مع إخوتها الذي فهموا سبب سكوتها من خلال عملها المتصل الذي لم يكن يشغلها غيره ليل نهار. حتى جاء ذلك اليوم الذي عثر فيه الأمير – أمير تلك البلاد – على (إليز) وقرر الزواج منها، وفعلا تزوج بها وترك لها كومة الشوك ومجموعة القمصان التي حاكتها. وعندما كان ينام الأمير كانت (إليز) تعمل وتحيك القمصان حتى انتهى الشوك؛ فتسللت (إليز) إلى المقبرة للحصول على الشوك، وهناك رأت الساحرات اللائي يأكلن الجثث، فخافت ولكنها أنجزت مهمتها بنجاح، وعادت للقصر متأملة ألا يراها أحد، إلا أن الكاهن رآها وحذر زوجها الأمير منها. كان الأمير يتظاهر بالنوم ويراقب زوجته وهي تحيك، وعندما أنهت عشرة قمصان انتهى الشوك فكان عليها الذهاب للمقبرة لجمع كمية أخرى؛ فانتظرت حتى اعتقدت أن زوجها قد نام، ثم ذهبت للمقبرة لجمع الشوك إلا أن الأمير وكبير الكهان تبعاها في تلك الليلة ورأوا الساحرات، وظنوا أنها ساحرة مثلهن؛ فهي لم تدافع عن نفسها، ولم تنطق بكلمة واحدة منذ وجدها الأمير بالغابة. قرر الشعب إحراقها حية كما هي الحال مع الساحرات، لم تهتم (إليز) لمصيرها، ولم تنشغل إلا بحياكة آخر قميص لأخيها الصغير، وقد غلبتها الرغبة بإنقاذ إخوتها قبل موتها، وإلا فلا خير في خلاصهم. وحينما وصلت (إليز) إلى الساحة لتنفيذ الحكم رفرفت فوقها إحدى عشرة إوزة بيضاء، وما إن وصلت إلى المحرقة حتى رمت القمصان عليهم، وتحولوا توا إلى أمراء إلا أن القميص الحادي عشر لم ينتهِ فكان لأخيها الصغير يد واحدة وجناح واحد. وبذلك تبين براءة (إليز) وعلم زوجها الأمير بصدقها، وعاشوا جميعا سعداء بعد ذلك.
عنوان الكتاب
عبد الفتاح عبد المقصود


قصص التلميذ
الحب - قصص الأطفال
التضحية