مقطع كان هناك بيت جميل بالقرب من الغابة ، تسكنه (عنزة) ذكية و (أولادها السبع) لقد علمتهم النظافة والترتيب ، وكان المنزل يحتوي على سبع أسرة من أغصان الشجر ، وغرف طعام . وكانت حياتهم آمنة . تذهب (الأم) كل صباح لتعمل في المزرعة، وتأخذ معها برسيما لأولادها لإطعامهم . وفي أحد الأيام سمعت صوت (ذئب) في الغابة ؛ فخافت على أسرتها؛ فلم تخرج من منزلها وجلست مع أولادها ؛ فكان لديها مخزون من البرسيم للطعام ، يكفيهم عدة أيام . نفد البرسيم وأخذ الصغار يبكون من الجوع ؛فاضطرت للخروج لإحضار الطعام لأولادها ،ومن خوفها على أبنائها ، حذرتهم من فتح الباب لأحد غريب غيرها ، وعند خروجها قالت لهم أوصاف (الذئب) ؛ حتى لا يخدعهم ، ويفتحوا الباب له قالت لهم: إن لونه رمادي ، ولديه مخالب، وصوته خشن ، وله أنياب حادة ؛ لأن صغارها لم يروا (الذئب) من قبل . ذهبت (الأم) وعلم (الذئب) بذلك فأسرع إلى منزل (العنزة) وطرق الباب ؛ فسألته العنزات الصغار: من أنت؟ فقال : أنا أمكم. عرفوا صوته الخشن ، فقالوا : أنت (الذئب ) المكار! فعاد (الذئب) إلى الغابة ،ورجع مرة أخرى ، محاولا الدخول ، وطرق الباب وقال: أنا أمكم . وحاول تغيير صوته ، ولكن الجدي الصغير شاهد مخالب رجل (الذئب) فقال (الجدي) : لا ، أنت (الذئب) المكار! لن نفتح لك الباب. فذهب ليفكر بحيلة أخرى ، وقرر أن يذهب إلى الترعة؛ ليغطي مخالبه بالطين ،ورجع ليحاول مرة أخرى وطرق الباب ، فلم تعرفه (العنزات الصغار) ؛ لأنه غير صوته وغطى مخالبه ؛ ففتحوا الباب ؛ لأنهم ظنوا أنه أمهم ؛ فهجم عليهم ، وأكل منهم ستة ما عدا واحدا وهو (الجدي) الصغير ،الذي اختبأ في فرن المطبخ من الخوف . عادت الأم إلى المنزل ، ورأت الباب مفتوحاً ، ولم تجد أحد من أولادها ؛ لقد أكلهم (الذئب) ، وبقي لديها (الجدي ) الصغير؛ ففكرت (العنزة) الأم بالانتقام من (الذئب) ، فذهبت إلى الحداد ليصنع لها قرونا من الحديد ، ثم ذهبت إلى (الذئب) في الغابة ، فوجدته نائماً وأولادها في بطنه ؛ فهجمت عليه ، وأنقذت صغارها بعد أن فتحت بطنه ، وخرجوا أحياء ، وقالت لهم: لا تصدقوا الذئب المكار.
عنوان الكتاب
إبراهيم عزوز


مجموعة حكايات مصورة
الحذر من الأغراب
الحذر