مقطع بدأت الحياة الإنسانية بهبوط أدم وحواء إلى الأرض ،فكانت حواء تلد في البطن الواحدة توأمين : ذكرا وأنثى، فإذا مر عام، ولدت في البطن الثاني ولداً وبنتا، ولم يكن يحل للولد أن يتزوج من شقيقته التي ولدت معه في نفس البطن، لكنه يستطيع الزواج من أخته من البطن الثانية، تزوج الابن الذي ولد في البطن الأولى من أخته التي ولدت في البطن الثانية، وتزوج الابن الآخر من أخته التي ولدت في البطن الأولى، وكان أحد الأخوين (قابيل) غير راض عن زواجه؛ حيث كان يرى زوجة أخيه (هابيل) أجمل من زوجته ، وكان قابيل قوي الجسد، حاد الملامح، أما هابيل فكان وديعا لطيفاً. ذات يوم أمر آدم ولديه أن يقدما قرباناً لله ، والقربان هو هدية شكر لله، إذا تقبلها الله ـ سبحانه وتعالى ـ سوف تنزل من السماء نار تلتهمها , فقدم قابيل بعضا من أعواد القمح الضعيفة؛ لأنه كان بخيلاً على الرغم من أنه كان غنياً، أما هابيل فقدم أسمن الكباش؛ فقبل الله هدية هابيل ولم يقبل هدية قابيل؛ فغضب قابيل غضباً شديدا، وأدرك أن الله يحب أخاه أكثر منه؛ فتولدت لديه مشاعر الكراهية ضد أخيه ، وقرر أن يقتله ليكسب أرضه وزوجته ، ومضى قابيل حتى رأى حمار ميتاً تأكل الطيور لحمه و تحول إلى هيكل عظمي، فاقترب منه وتأمل فكه وانتزعه؛ ليكون الوسيلة لقتل أخيه . جاء يوم الجريمة ، ودخل هابيل إلى الكهف، ونام فيه كعادته، فدخل عليه قابيل ورفع يده وهوى بها على شقيقه؛ فتدفق دم الشقيق يجري على الأرض ومات هابيل! وكان هابيل أول إنسان يقتل في الأرض، وكان موته أول جريمة تقع في الوجود الإنساني، حمل قابيل جسد شقيقه الميت هابيل ومضى يسير به ، وهو لا يدري أين يخبئه ! وبينما هو غارق في حيرته، إذا به يرى غراباً يحمل غراباً ميتاً ، فوضع الغراب الحي شقيقه الميت على الأرض، وساوى أجنحته، وحفر له حفرة بمنقاره وأقدامه، حتى صنع لأخيه قبره ودفنه فيه ، ثم صرخ صرختين كأنه يبكي! ففعل قابيل مثل الغراب، ودفن أخاه. انصرف قابيل وهو متغير الوجه ، ممتلئ القلب بالندم والهموم! لم يعد هابيل ، فسأل آدم قابيل : أين ذهب هابيل؟ فرد عليه قابيل: لا أعلم أين ذهب. وقرأ آدم في عين ابنه خطيئته! خسر قابيل نفسه بسبب جريمته، وأدرك أنه من أهل النار، وأدرك أن شقيقه من أهل النعيم، وفي نفس الوقت كان أبناء الشهيد هابيل يكبرون في السن، وكانت تلك إشارة إلى أن الدنيا مازالت تفيض بالخير وإن ملئت شرا .
عنوان الكتاب
أحمد شفيق بهجت
مصطفى حسين


قصص القرآن
القصص الدينية
قصص القرآن
غراب قابيل وهابيل